الأحد 24 نوفمبر 2024

تقدم هاشم نحوها

انت في الصفحة 3 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز

واخري وفي كل مرة لا يجد منها غير الصمت ردا على حديثه 
فامسك بقلمة واخذ ينقر به على حافة المنضدة بجوارة نقرات متتاليه محاولا ان يدخل على عقلها تغيرا لحالة الثبات التي تسيطر عليه وليغير رتم الهدوء الذي اعتادته وماهي الا دقائق من استمرارة في النقر حتي ابتسم فها هي طريقته تنجح مجددا وهو يري ود ترمش بيعينيها عدة مرات قبل ان تحول وجهها عليه وقد ارتسم عليه علامات الازعاج الواضحة وسرعان ماانتقلت بعينيها من عليه الي القلم الذي بيده فركزت عليه ثم لانت ملامحها مرة اخري فعرف انها ستعتاد علي صوته وتسرح معه فغير طريقة نقره في محاوله لتشتيت عقلها وحثه علي الانتباه فتبدلت ملامحها للانزعاج مرة ثانية وقبل ان تفقد انتباهها مرة اخرى قال لها ممازحا سيدتي الجميلة الرقيقه هلا تكرمتي بالرد على سؤالى ايه اللي خلاكي عملتي فنفسك كده واشار لها بعينيه ووجهه على معصمها فنظرت لمعصمها وتوترت وبدأت تفرك يداها ببعضهم بينما جفونها بدا عليها التثاقل وكأنها ستغمضهم قريبا 
وبالفعل هذا ما حدث حينما تكورت على نفسها وهي تهبط على السرير آخذة وضع النوم وعلم الطبيب حمزه حينها انها تفعل كل مابوسعها للهروب من عالمها الحالي وتأكد ان صډمتها اقوي من مستوي تحمل عقلها 
وانه بصدد مواجهة ضاريه مع حالة بارانويا شديدة وهمس لنفسه قائلا 
ياتري ايه بس اللي وصلك للحاله دي وياتري هتاخدي وقت قد ايه لغاية ماتظهر عليكي بوادر استجابه لعلاج او حتي مجرد انتباه ورجوع للدنيا بس اللي متوقعه انك هتطولي وهتطولي اوي واني هتعب معاكي جدااا
يتبع...
انثي بمذاق القهوة
البارت ٢
بعد عدة محاولات فاشله من الطبيب حمزه لجذب انتباه ود استلقت علي فراشها واغمضت عينيها هربا لا يعلم ان كان من اسئلته او من الدنيا بما فيها
فتنهد ووقف وامسك حقيبته وخرج من الغرفه تاركا لها المجال لتستريح قليلا مع برغم انه يعلم جيدا انه لاتوجد راحة فالهرب واغلق الباب عليها جيدا من الخارج واخذ طريقه الي مريض آخر ولكن عقله وفكره مع تلك التي تشبه نسيم الصباح في هدوئها وټنزف عيناها الما من جرحها الغائر الذي عاهد نفسه ان يعرف سببه بأي ثمن.
دلف الي مريضه القديم ذلك الكهل الذي غدر اولاده وجحودهم اودي بعقله في غياهب الجنون وجعله ثائرا دائما وابدا ساخطا علي الدنيا وعلي البشر ساخطا علي حاله متمنيا المۏت في كل لحظه احيانا يكون اعلى قائمة العقلاء وارزنهم وفي ثانية التي تليها تنقلب احواله فيتصدر قائمة المختلين عقليا فلا تأمن تصرفاته من لحظه الي اخرى ومن يتعامل معه عليه الحذر دائما
نظر الطبيب حمزه الي احسان متفحصا لحالته بنظرة سريعه فانفرجت اساريره علي الفور وهو يري ابتسامة احسان الصافيه مما يدل علي انه في قمة هدوئه النفسي اليوم وان حالته مستقره فتقدم منه بهدوء وجلس علي الكرسي امامه وهو يكاد يجزم ان اليوم هو يوم حظه.
تحدث معه كعادته مخففا لوحدته والامه النفسيه فهو اليوم لا يحتاج اكثر من التحدث الي شخص ما يكون مستمعا جيدا ومن يضاهي الدكتور حمزه في هذه النقطه
انهي معه اخيرا حديثا طويلا ازاح عن صدر احسان هما كبيرا ثم تركه متمنيا له يوما سعيدا داعيا الا تنقلب احواله لنهاية اليوم مشفقا علي جسده النحيل من تعب التخبط.
اكمل طريقه بعدها الي غرفة الاطباء حيث كان ينتظره كلا من رفيقي العمل دكتور وحيد ودكتور عمرو وبمجرد دخوله وجدهم علي وشك البدء في تناول الطعام وقد كانت الساعة شارفت علي الحادية عشر..
حمزه ياااه ولاد حلال دنا مېت من الجوع مفطرتش.
وحيد ياضنايه يبني
عمرو تعالا حماتك بتحبك
رد عليهم حمزه ضاحكا وهو يجلس بجانبهم وانا بس الاقي بنتها هعشق امها.. قالها وشرع في تناول الطعام معهم وبدأو في تجاذب اطراف الحديث عن المړضي وحالاتهم الصحيه ومدي تقدمها وتأخرها وفي وسط الحديث توقف حمزه عن الاكل حينما تحدث وحيد مازحا 
لا بس القر شغال عليك من امبارح بالليل ياميزو من اول ماجات المريضه ال Vip والمدير رفض ان اي حد يباشر حالتها غيرك متعرفش ياجدع انت عامل ايه للمدير او ماذا بينك وبين
الله عشان تعالج الحاله القمر دي لوحدك يابن المحظوظه !!
اكمل حمزه مضغ مابفمه بهدوء قبل ان يرد عليه يمكن عشان انا هتعامل مع الحاله كأي حاله تانيه من غير مايشغلني شكلها او مواصفاتها ودا اللي المدير عارفه وعشان كده كلفني انا دونا عن الاوباش بالمهمه
عمرو غمض علي علي شفته السفلي قبل ان يلكم حمزه في كتفه وهو ينطق من بين اسنانه اوباش ها.. احنا اوباش برضوا يلا.. 
وكرر وحيد نفس حركة عمرو ولكن فالكتف الاخر لحمزه وهو يقول له طب يلا قب بتمن الاكل عشان الاوباش زعلوا فضحك حمزه وهو يتنحي عن كرسيه ويبتعد عنهم ليجلس علي مكتبه ويقوم بفتح حقيبته واخراج قلمه ودفتر ملاحظاته وهو يرد عليهم 
يبقالكم عندي فطار

انت في الصفحة 3 من 105 صفحات