الأحد 24 نوفمبر 2024

تقدم هاشم نحوها

انت في الصفحة 2 من 105 صفحات

موقع أيام نيوز

ياحمزه ومن اهمالك بس لو مكنتش اكفأ اطبائي مكنتش خليتك عندي فالمستشفي ساعه وحده لكن اعمل ايه محتاجلك وهتحمل سوئاتك وچنونك لان من غيرك المستشفي دي متمشيش ولا حد يخف منها ويتعالج غير بعد سنين
قالها وتنهد ثم انكب علي الاوراق امامه ينهي مابها قراءة وتدقيق ثم امضاء ..
اما حمزه فتوقف امام باب الغرفة المنشودة بعد ان تأكد من رقمها الصحيح وأبى ان يدخل الا ان ينهي قدح قهوته اولا فهو قادر على تحمل اي شيئ فالعالم الا ان تسكب قطرات من قهوته الصباحية بعيدا عن فمه ويضيع استمتاعه بالكوب كله..
انهي حمزه قهوته وضغط الكوب بقبضته مدمرا شكله الطبيعي ثم تقدم نحو صندوق القمامة فضغط على قاعدته بقدمه فانفتح الصندوق فرمي الكوب وابتعد فانغلق الصندوق وتقدم نحو الغرفه شاحنا طاقته مستدعيا قوته صاحبا هدوئه المعتاد او برودة اعصابه كما يطلق عليه البعض ففتح ترباس الباب الخارجي وذلك للتحكم في بقاء المړيض داخل الغرفه واحباط اي محاولة هروب له وفتح الباب ودلف منه 
وجاب الغرفة بعيناه يتفحصها ليعرف من اي زاوية سيتعرض للهجوم لكي يأخذ كامل استعداده.. ولكنه وقف لدقائق مذهول من هول مارأي..
فقد كانت فتاة تجلس على السرير في هدوء تام اشبه ماتكون بحورية من حوريات البحر علي حد ما سمع عنهم وعن حسنهم وعلي حد افتراضه انهم يتحلون باضعاف جمال فتايات الارض..
قام بأغلاق الباب جيدا رغم انه استبعد تماما اي محاولة للعڼف او الهرب من هذا الملاك الرقيق ولكن عمله هذا علمه الا يثق في الهدوء ابدا فقد يكون الهدوء الذي يسبق عاصفة هوجاء وايضا دائما وابدا الاحتياط واجب
تقدم حمزه نحو ذلك الجمال المكنون بخطوات بطيئة وعيون فاحصه واول ماوقعت عليه عيناه شاش ملتف حول معصمها وشريط لاصق فوقه وهذا دليل قاطع علي محاولتها الاڼتحار 
ومن ثم انتقل بناظريه لمعصمها الاخر ووجد اثر لقطع قد شفي ولكنه ترك ندبة واضحه وهذا يؤكد له انها ليست محاولتها الاولي فالاڼتحار...
توقف امام سريرها ومد يده ليأخذ التقرير المعلق علي حافته والذي به كل
تفاصيل الحاله وتوسعت عيناه وهو يقراء الحاله الاجتماعيه... متزوجه.. السن ٢٨ 
رفع رأسه من التقرير وطالعها بعيون متفحصه وعقل يشعر بغاية الغرابه فمن يراها للوهلة الاولى يظن انها فتاة يافعه لا تتعدى سنوات عمرها العشرون وعقل يتسائل تري من هو ذلك المچنون الذي يملك مثل هذا الجمال ويتركه يتألم الي ان يكره الحياة لدرجة الاڼتحار!! 
عاد ينظر مجددا للتقرير وقرأ الاسم كاملا... 
ود قاسم الشناوي... ديق حاجبيه لتعود اذنيه علي وقع الاسم كأنما سمعه قبل ذلك مرات عديده واخذ يكرره بينه وبين نفسه وتوسعت عيناه اكثر حين قرأ المهنه.. عارضة ازياء !!
اخرج هاتفه ليتأكد مما هاتفه به عقله وكتب الاسم وقام بالبحث علي محرك جوجل وابتسم حين تأكدت ظنونه وظهرت صورتها علي شاشه المحمول وقام بقرائة النبذة المختصره عنها وادرك الان ان هذا الاسم كثيرا ما تردد علي مسامعه ومر امام عينيه علي صفحات الصحف وشاشة الهاتف وفي اعلانات التلفاز..
نعم فهي عارضة الازياء المشهوة والتي تملك اكبر مصانع للملابس في البلاد وصاحبة الماركه المشهورة ليفاد!!!
امعن النظر في صورها التي سرعان ماامتلئت بها شاشة هاتفه بمجرد ان ضغط على كلمة المزيد من الصور 
وتعجب اين ذهب هذا الوهج وهذة الهاله التي كانت تحيط وجهها من السعادة! 
واين اختفت تلك اللمعة التي فى عينيها وابتسامتها الساحره التي تأسر الالباب وكيف تبدلت من سيدة كانت تشع حيوية الي هذه الكتلة المنطفئه ! 
نعم لازال الجمال موجودا ولكنه جمال ذابل كزهرة اقتطفت من غصنها بمجرد ان تفتحت فذبلت قبل اوانها..
اعاد التقرير لمكانه وتقدم ساحبا مقعد كان في طرف الغرفه ليجلس امامها مباشرة ولكن علي مسافة منها تبلغ حوالي المترين وهذا ايضا من احدى دواعي السلامه وأمسك اطار نظارته فعدله رغم اعتداله ولكنها حركة اعتاد عليها ودائما مايلجأ لها في اشد اللحظات توترا..
تنحنح محدثا صوتا لكي تلتفت اليه ويجذب اليه عيناها المتعلقتان بالنافذه منذ دخوله ولكن كان ذلك دون جدوي فقد استمرت علي نفس الوضع..
فقرر التحدث مباشرة وجذبها بالكلمات واستهل حديثه بسؤال تمني ان تجيبه عليه لكي يرضي فضوله فالمقام الاول ثم يساعده في علاجها فالمقام الثاني ولكن في قرارة نفسه يعلم انه لن يتلقي أية اجابات 
ممكن تقوليلي عملتي فنفسك كده ليه 
انتظر لحظات ثم تحولت لدقيقه ثم دقائق ولم يجد اي اجابة منها كما توقع او حتى التفاتة تدل على انها سمعته فطرح عليها سؤال آخر ولكن بطبقة صوت اعلى متمنيا ان تأتي بنتيجة هذه المره 
طيب ممكن تقوليلي اسمك... انت عارفه اسمك مش كده 
ولكن هاهي ثاني محاوله تبوء بالفشل ايضا حينما ظلت على نفس صمتها غير آبهة به او بأسألته او لوجودة من الاساس وكل مايشغلها الان هي اورق شجرة الزيزفون التي تتأرجح مع الريح ذهابا وايابا امام عينيها 
تحدث حمزة مرة اخرى واخرى

انت في الصفحة 2 من 105 صفحات