تقدم هاشم نحوها
دخلتها جوا الفيلا عشان تبعد عن المنظر وتنساه
لكنها فضلت لآخر اليوم تبكي
حتي لا اكلت ولا شربت ونامت بعد يوم طويل من البكا والۏجع على حاجه عملتها ومكنتش بأيدها ولا هي المسئوله عنها لكنها مش راضيه تفهم دا وانا كمان نمت جنبها وحضنتها وفضلنا فحضن بعض للصبح
واثناء منا نايمه حسيت بحركه غريبه وهزه في السرير وفتحت عيني علي اسواء منظر بشوفه لتاني مره
بس المرادي مكنتش لسه غابت عن الوعي زي المره اللي فاتت فضلت اصړخ بكل قوتي لغاية ماكلهم صحيوا وجم علينا يجروا
وحسام بنفس الخۏف ونفس القلق علي املاكها من الضياع
اخدها وجرى بيها علي مركز طبي وبعد ماانقذوها وخيطولها ايدها الدكتور نصح حسام بأنه يعالجها نفسيا
وانها محتاجه مستشفي تتعالج فيها وخصوصا وهو شايف ان دي مش اول مره ټنتحر فيها
ومسك حسام التحويل وبصله بفرحة كأنه عقد ملكيته لكل املاك ود
وتاني يوم طلعها على الفيلا وفضلت فيها يومين لغاية ماجرحها خف شويه
يومين منطقتش فيهم حرف ولا حتي كانت بتبصلي مهما اكلمها كأن روحها فارقتها لما حاولت ټنتحر ومفضلش منها غير جسم لا بيحس ولا بيتحرك..
و اخدها من حضنى كأنه بياخد روحي مني فضلت ابكي عليها وانا شايفاها رايحه معاه ومستسلمه وزي مايطلب منها تعمل كأنها مغيبه
وزي ماانا كنت واقفه براقبها وانا ببكي بدل الدموع دم عليها وعاللي وصلتله واللي جرالها
سعاد وسماره كانوا واقفين بيراقبوها وهي ماشيه على مستشفى المجانين بمنتهي الشماته والفرحه
ومعرفش ليه الناس بقت وحشه كده!
فضلت اسأل نفسي... ياترى ايه اللي عملته بنتي تستحق عليه اللي بيعملوه فيها ده دول عايشين فخيرها وطول عمرهم بيتنعموا بفلوسها معقول تكون دي جزاتها فالآخر
وفضلت يومها ابكي لغاية مانفسي اتقطع واغمي عليا
استغربت يومها ليه سعاد مسابتنيش اموت وجابتلي حد يعالجني
لكنها كشفتلي عن دا بنفسها لما قالتلي بعد مالدكتور مشى
مفيش وحده ھتموت فيكم انتوا الاتنين قبل ما كل حاجه تبقي بإسم ابني..
لكن دلوقتي منعرفش ايه اللي هيترتب على مۏت اي حد فيكم وعشان كده هنصبر
وخرجت فورا بعد ماخلصت كلامها وسابتني وانا بټعذب من ديق نفسي وبتقطع من خۏفي علي بنتي
اللي زي ماتكون فطموها مني واخدوها حطوها لوحدها فمكان بعيد عني
ولا هتلاقي حد دلوقتي ياخد باله منها ومن اكلها وشربها ويأكلها بالعافيه لما مترضاش تاكل
ولا هتلاقي حد يهدي خۏفها فحضنه لما تقوم مفزوعه من عز نومها او لما تشوف المخلوقات المخيفه اللي بتحكي عنهم واللى لما بتشوفهم بتبقي ماسكه فيا زي العيل الصغير لما بيكون خاېف من حاجه..
ومبقاش فأيدي غير اني اتوضي واصلي وادعيلها من كل قلبي ان ربنا يوقفلها اولاد الحلال
وأكملت بإبتسامة وهي تنظر للطبيب حمزة بإمتنان متناهي واستجاب ياابني واديك وقفتلها وقفه اللي منها موقفهاش
وعرفت بيك ان ربنا اراد ان حظ المسكينه دى يتغير للأحسن
ومن يومها وانا بدعيلك ليل نهار وبحمده انه حطك فطريقها ياحبيبي
ربنا يحميك لشبابك يارب ويريح بالك يارب ..
تبسم الطبيب حمزه وهو ينظر للسيدة كريمه ممتنا هو الآخر لوابل الدعوات المنهمرة عليه من فمها واردف قائلا
الله اعلم ياخالتي مش يمكن ربنا لما حطكم فى طريقي اراد ان حظى انا هو اللي يتغير للأحسن
انهي جملته ثم هب واقفا قبل ان تفهم السيدة كريمه المغذي الحقيقي من وراء جملته هذه
وكأنه بفعلته هذه سيقطع الطريق على عقلها من تحليل حروفه وفهم مابين السطور
وسأل السيدة كريمه في عجلة من امره
انا نازل شوية ياخالتي محتاجه حاجه
كريمه لا يبني تسلم انا هبقي ابعت البواب او مراته يشتريلي كل حاجه محتاجاها..
فأومأ الطبيب حمزة برأسة للسيدة كريمه بالفهم ولكن ليس بالموافقه
فتحرك علي الفور نزولا لينتهز الوقت القليل المتبقي قبل حلول الليل
فقام بشراء كل مايلزم من متطلبات المنزل بالفيزا كارد خاصته
وعاد فاعطاهم للسيده كريمه ودلف الي ود
فوجدها لازالت نائمة فنظر اليها مودعا قبل ان يتركها ويترك الشقه ومحافظة الاسكندريه كلها ويعود ادراجه الي القاهره وهو لا يدرى مالذي ينتظرة هناك ..
أنثى بمذاق القهوة ١٥
ساعات قليله من السفر بالسيارة ووصل الطبيب حمزه للقاهرة
وهاهو علي بداية الطريق المؤدي لبيته وقد بدأت احلام اليقظه تراوده عن الراحه التي سيحظي بها اخيرا بعد يوم كامل من التعب والجهد و القلق وترائت له صورته وهو نائم يتقلب في فراشه ذات اليمين وذات الشمال
ولان الاحلام لا تتحقق دائما مهما كانت بساطتها
ولأن دائما للقدر والنصيب رأي آخر فقد ذهبت جميع احلام