تقدم هاشم نحوها
الطبيب حمزه هباء كذرات من غبار في مهب الريح
فبمجرد ان توقف بسيارته امام المبني الذي يقطن فيه وترجل منها بتعب بالغ
حتي وجد نفسه محاطا بأربعة رجال اقل من فيهم ضخامة يعادل حجم الطبيب حمزة مرتان ونصف تقريبا
وزراعيه اقل كتلة عضلية بهم تقريبا بحجم رأسه
فأتسعت عينا حمزه ورفع يده عدل نظارته التي لو كانت حية ترزق وتتحدث في هذه اللحظه لصړخت به قائلة اتركني الأن ايها الأبله فآنا اتمسك بأذنيك جيدا واهتم انت بالحوائط الاربع المحيطين بك!!
قبل ان يرميها على الارض كاملة وقد بدا انه اشعلها توا فلازالت صحيحة لم ينقص منها شيئا
وبعد ان رماها قام بدهسها بحذائة حتي اتلفها تماما..
نعم انى اراهم في التلفاز يفعلون هذا دائما!!
فصړخ عقله معترضا مستنكرا من الاشياء الغريبه التي يفكر بها في اكثر المواقف سوءا
عد الى رشدك ايها المعتوه فهذا ليس وقت احدى نوبات چنونك!!
وماأن استشعرت خلايا جسدة انها على وشك التعرض لبعض الكدمات والصڤعات والركلات التى لن تكون سهلة بكل تأكيد وخاصة وهي تصدر من هؤلاء البلدوذرات البشرية المحيطين به
حتى بدأ عقله يأخذ منحني آخر من التفكير وهو
ترى أي مناطق جسده تتصدر الاهمية القصوى بالنسبة له وتستحق ان يحميها بيديه اكثر من غيرها نظرا لسهولة اتلافها
فكل شيء آخر له بدائل وحلول الا هذه المنطقه..
كل هذا التفكير وهذة القرارات لم تأخذ من الوقت سوى ثوان معدودة
وهي المسافة التى تطلبها وصول حسام اليه من مسافة لا تبعد اكثر من عشر خطوات فقط ..
ويقف مستقيما آخذا وضعا معينا يتخذه لاعبي كرة القدم اثناء وقوفهم امام المرمي وعمل حائط بشړي لصد فاول .
وسرعان ماتحولت ابتسامة حسام لقهقهات عالية وهو يري حمزة يغمض عيناه خوفا ويصر وجهه كأنه ينتظر صڤعة في اى لحظه..
ولكنه لم يهتم فهو يعلم ان السخريه قادمة قادمة
سواء استسلم ام قاوم
ففي النهايه لا امل له فى التغلب على هؤلاء العمالقه
او ربما لا امل فى النجاة من تحت ايديهم والخروج حيا..
فحسبها جيدا ورأي ان المقاومه لن تفيد وأن الاستسلام هو الطريق الاقصر لأنهاء الموقف وان الغلبة و البقاء دائما وابدا للاقوى..
خفتت قهقهات حسام اخيرا و نظر الي حمزه طويلا وهو بهذا الشكل المضحك ثم اردف بنبرة آمرة تشبه فحيح الافاعى
وديتهم فين يلا
فتح الطبيب حمزه عينا بعد الاخرى وكالعادة فكر فى الانكار وقول الجمله المعتادة في هذه الحاله والتي يتوقعها الجميع وهي
انا مش عارف انت بتتكلم عن ايه
ولكن الطبيب حمزه اذكي من ذلك وعلم ان الانكار لا يفيد فأجابه علي الفور
معرفش انا وصلتهم لمحطة القطر وسبتهم ورحت لأختي فكفر الشيخ قضيت معاها باقي اليوم..
حسام بصوت هادر كداب يابروح امك انت كنت معاهم وتعرف هما فين ولو منطقتش دلوقتي انا هخلي الرجاله دي تعمل منك بطاطس محمره دلوقتي..
اومأ الطبيب حمزة برأسه بالموافقه وهو ينظر لحسام الذي انفرجت اساريره
فلم يأخذ معه الطبيب حمزة وقتا طويلا من الجهد والټهديد والوعيد او الضړب حتي
وها هو سيتحدث ويخبره عن مكانهم بمنتهي السهولة واليسر
فأثنى عليه حسام قائلا شااااطر برافو عليك يادكتور المجانين كويس ان المجانين اللي بتعالجهم مأثروش على عقلك ولسه قاعد عاقل وبتوزن امورك كويس ها قول بقي...
تنحنح الطبيب حمزه ليجلي احبال صوته وخرجت الكلمة من فمه بحشرجة واضحه
بالطول..
فهز حسام رأسه مستفسرا عن معني مانطق به الطبيب حمزة توا
فأجابه حمزه علي الفور البطاطس المحمرة خلوها بالطول
ومقرمشه ياريت..
قالها وعاد لنفس الوضع السابق واغمض عينيه وهو يتمني ان تحدث معجزة من السماء فهو يعلم ان اول الصڤعات في طريقها اليه
ولأن المعجزات نادرة الحدوث فلم يكن حظ الطبيب حمزة بالحظ الوفير الذي يجلب المعجزات
وها هى أذنه اليمني تطلق صفيرا عاليا نتيجة الصفعه الافتتاحية من يد حسام والتي كانت بمثابة قصة للشريط الذي سمح بعبور سائر انواع الضړب الى جسده
و كانت صڤعة حسام رغم قوتها اخف والطف واحدة بينهم..
وها هو الطبيب حمزة ملقى ارضا يئن وهو يشعر ان شاحنة من شاحنات النقل الثقيل قد عبرت قوق جسده ذهابا وايابا لعدة مرات..
وبدأ يجاهد لفتح عيناه ليكتشف