شغفها عشقا بقلم ولاء رفعت علي
و من الحبر على ورقة التوكيل على طول و الإمضة سهلة و أهو كله بالحب و الفلوس بتمشي كل حاجة
خلع المحامي عويناته و وضعها أمامه فوق الأوراق ليخبره
اعتبره اتعمل و بتاريخ قديم من شهر كمان و عشان تضمن إن أخوك ما ياخدش و لا مليم هايبقي توكيل ببيع للنفس بس بشرط
هز الأخر رأسه بسعادة و أجاب
عينيا ليك يا متر أؤمر
هاخد محل من فروع السلسلة و أتنين ميلون جنيه غير دول
و أشار إليه بعينيه نحو حقيبة النقود و بدون أن يتردد أجاب
موافق بس يوسف ابن رقية ما يطولش و لا مليم
يا أبتاه ماذا أفعل بعد رحيلك في هذه الحياة يا أبتاه أنت ظهري و من ألجأ إليه من أذي الناس و ۏحشية الحياة.
ليه سيبتني يا يعقوب ليه خلتني مكروه من أقرب الناس ليا! فاكر لما كنت بتحكي لي قصة
سيدنا يوسف أنا دلوقت عرفت ليه كنت على طول بتحكيها لي و على طول بتحذرني من غدر اللى مني و إن مأمنش و لا أثق فى حد لأننا فى زمن مافيهوش أمان
ادعي له يا بني هو في دار الحق و إحنا في دار الباطل
عاد بالنظر إلى القپر و عقب قائلا
الدنيا دي وحشة أوي يا عم عرفة
ربت مرة أخري على كتفه بمواساة فقال
وحد الله هو خلقنا في الدنيا دي عشان نعبده و نسعي و نجتهد للفوز بنعيم الآخرة چنة و لا فيها ظلم و لا جبروت و لا حقد
أنا عايز أروح لأبويا و أمي
تنهد عرفة و حاول أن يتماسك أمامه لمؤازرته
يا بني ما تقولش كدة ربنا يبارك فى عمرك و شبابك ده أنت لسه ابن ال 22 سنة و أنت فاكر المت سهل ده عالم تاني لازم نكون عاملين حسابنا قبل ما نتنقل ليه لحظة الحساب اللى معظمنا غافل عنها و بيجروا ورا الفلوس و همهم كله ياكلوا إيه و يلبسوا إزاي هوب تلاقي عمرك كله راح على دنيا فانية مش هناخد منها غير العمل الصالح
طيب و المظلوم فى الدنيا هايقدر يعمل اللي عليه إزاي فى وسط الظلم و القسۏة من أقرب الناس ليهم!
أدرك الأخر ما قد تداول على الألسنة و هو أن كل ممتلكات يعقوب الراوي اصبحت ملكا
لابنه جاسر فأجاب
ما تزعلش ده يا بخت اللى بات مظلوم ربك لبالمرصاد لكل ظالم يسيبه يعيث فساد هنا و
ظهر طيف ابتسامة على محياه فلكزه عرفة و أردف
أيوة كدة اضحك و ارمي تكالك علي المولي عز و جل هو حسبك و وكيلك
ردد الأخر
و كلت أمري لله
شوفت بقي أتلهيت و نسيت إن أنا كنت جاي لك عشان إيه
أخرج من جيبه ظرفا أبيض و قال
الظرف ده الحاج الله يرحمه سابه أمانة عندي أديهولك من بعده و ده الوقت المناسب فيه فيزا ادخار باسمك شايلك فيها فلوس و مفتاح شقة كان أتجوز فيها والدتك و كتبها باسمها و لما ټوفت خلاها زي ما هي و كان بيبعت حد ينضفها كل شهر
أخذ الظرف و تأمل محتوياته فابتسم قائلا
و كأنه كان عارف إيه اللي ممكن يحصل
وضع الأخر يده على كتفه و أخبره
أنت قدامك لسه العمر و تحقق كل أحلامك و بالتأكيد باباك هيحس بيك و هيفرح جدا
هز رأسه و قال
بإذن الله
يجلس خلف مكتب والده و ينفث من فمه و أنفه دچان النرجيلة يضع ساق فوق الأخرى أعلى المكتب بعنجهية دخل ابن خالته مبتسما بسعادة و صاح مهللا
ألف مبروك عليك يا ابن خالتي هو ده الكلام عشان تعرف لما العبد لله لما بينصحك بحاجة ببقي عايز مصلحتك فى الأخر
نفث دخانا كثيفا ثم قال بزهو
عارف ياض يا حمزة فيه فرق ما بين النصيحة و التخطيط أنا اللي خططت و نفذت و مش قادر أعبر لك أنا مبسوط قد إيه لما شوفت قهرة يوسف ابن رقية و كل حاجة ضاعت منه و كمان و أنا بطرده من البيت كدة مش ناقص غير حاجة واحدة بس دي لو تمت يبقي
كدة أنا برنس
سأله الأخر بفضول أو يريد معرفة ما يدور في رأس هذا الأحمق حتي لا يفسد مخططه
إيه الحاجة دي يا صاحبي
أنزل قدميه على الأرض و اعتدل جالسا يمسك بياقة قميصه يضبطها قائلا بثقة
أتجوز مريم
صاح الأخر بتعجب يسأله
مريم قريبة عم عرفة
هز رأسه بالإيجاب و أجاب
اه هي
فعقب قائلا
بس اللي عرفته منك أن أبوك كان عايزها ليوسف و بالتأكيد هي عينيها منه
ضړب سطح المكتب بيده و صاح محذرا إياه
مريم دي تخصني أنا و بس و لا مش موافقة أنا هخلي خالها توافق بالعافية
ابتسم الأخر بدهاء و بفحيح أفعي سامة أخبره
طيب و اللي يقولك على خطة تخليها هي اللي تجيلك لحد عندك ټبوس إيدك عشان ترحم خالها و مقابل كدة تتجوزها
قول و ليك الحلاوة
حدق إليه بنظرة قناص صائد للفرص فقال
حلاوتي هي جوازي من أختك
و قبل أن يبدي الأخر رفضه أردف
أختك محتاجة واحد يحافظ عليها و ما يكونش طمعان فيها و تكون أنت عارفه و واثق فيه و أنت حافظني و عارفني من و إحنا لسه عيال
ضحك جاسر و عقب قائلا
ما هي المصېبة إن أنا عارفك بس عندك حق أهو أنت أولى من الغريب اللي معرفش ممكن يعمل فيها إيه و يبقي بڈم ..ا يبقي فرحي أنا و مريم يبقي فرحك و فرح أختي فى نفس الوقت
الله عليك يا صاحبي ده كدة أنت برنس و عمهم كلهم
رد الأخر بمزاح
و أنت دماغك و لا إبليس بذات نفسه يا جدع يلا قولي على الخطة الجهنمية اللى هاتجيب مريم لحد عندي
أجاب حمزة و داخل عينيه ألسنة لهب من الچحيم
بص يا برنس....
أخذ يملي عليه ما يفعله فكان تحالفهما معا أقل ما يوصف به هو تحالف الأبالسة.
الفصل الحادي عشر
وحوش ضارية على هيئة بشړ لا يعرف الخير إلى دربها عنوانا و أزهار قد ذبلت أوراقها و تناثرت بقاياها بعد أن تم اقتطفها فلم يعد لها في البستان مكانا.
أرفعها لفوق شوية عايز الكل يشوفها و يعرف إن المحل و فروعه بتوع جاسر الراوي و بس
تلك الكلمات صاح بها جاسر الذى أمر رجاله بإزالة لافتة يعقوب و أولاده و تبديلها بأخري باسم مفروشات الجاسر انتهى العامل من تثبيت اللافتة و هبط من الدرج الخشبي فسأله
تمام كدة يا جاسر بيه
وقف الأخر يتأمل