الإثنين 25 نوفمبر 2024

شغفها عشقا بقلم ولاء رفعت علي

انت في الصفحة 21 من 34 صفحات

موقع أيام نيوز

اللافتة واضعا يديه على جانبي خصره يردد اسم المتجر بسعادة ثم قال 
الله ينور يا رجالة يلا بقي على شغلكم 
اقترب إليه عرفة بتوجس حتى يخبره أن ما يفعله خطأ ذريع 
جاسر بيه معلش إن بتدخل بس نصيحة من واحد قد أبوك الله يرحمه و شغال في المحل
من أيام الحاج عبدالعليم الراوي المحل و السلسلة كلها معروفة بمفروشات يعقوب و أولاده والناس كلها بتيجي على اسم لأنهم بياخدوا الحاجة من عندنا و هم مغمضين عينيهم
نظر إليه الأخر پغضب قائلا 
المحل ده دلوقتي بقي بتاع مين يا أبو العريف 
نظر إلى أسفل پغضب و أجاب على مضض 
بتاعك يا بني 
أنا هعدي لك كلمة يا بني بمزاجي بس أنت الوحيد مسموح ليك تقولها عشان أنا هابقي جوز بنت أختك 
ألجمت الصدمة لسانه فسأله الأخر ساخرا 
إيه كلت القطة لسانك! 
تمكن عرفة من التحدث أخيرا فسأله بتعجب 
وصية أبوك الله يرحمه كانت أنت هاتتجوز أمنية و مريم هاتتجوز... 
قاطعه الأخر بنظرة تحذيرية 
مريم هاتتجوزني أنا أبويا خلاص م١ت و الحي أبقي من الميټ  ده لو لسة كنت عايز تحافظ على أكل عيشك فى المكان يا أبو أمنية 
ما قد سمعه عرفة للتو جعله كالمحاصر بين شقي الرحي الأول يعلم أن مريم تحب يوسف و الأخر يحبها كما يعلم أيضا أن ابنته تحب جاسر بينما الشق الأخر هو عمله في المتجر و الذى عمل فيه منذ أن كان صغيرا و أخذ من عمره أكثر من أربعين عاما فماذا عساه أن يفعل في ذلك المأزق! 
يغفو في سبات عميق بعد أن استسلم إلى النوم جسده يرتجف ربما إنه غارقا في كابوسا موحشا يجعله يهمهم بكلمات غير مفهومة حتى أستيقظ فجأة و يلتقط أنفاسه انتفض عندما صدح رنين الجرس فنهض ليري من الزائر. 
ظهر إليه شابا في نفس مرحلته العمرية نحيل القوام و ذو عوينات دائرية تغطي نصف وجهه شعر يوسف بالفرح حينما رأي صديقه 
ماجد! 
و عانقه و ربت عليه فقال الأخر إليه 
أنا روحت لك على البيت قالوا لي إنك مش موجود و روحت لك على المحل قابلني هناك عم عرفة و هو اللي قالي أنك عايش هنا أولا البقاء لله ثانيا ليه سيبت البيت و عشت لوحدك  
عقب على سؤالين صديقه 
و الڈم .. لله بالنسبة لسبب إن أنا قاعد هنا ده محتاج شرح طويل و أنا بصراحة مش قادر أو بحاول أنسي 
ولج كليهما إلى الداخل ثم ذهبا إلى غرفة الضيوف كما تفهم ماجد ما يدور في رأس صديقه فربت علي كتفه و قال 
و لا يهمك يا چو أهم حاجة جيت أطمن عليك و أعزيك و فى نفس الوقت جيت أحكي لك خبر ممكن يضايقك و خبر تاني بدعي من ربنا أنك توافق عليه 
عقد ما بين حاجبيه و سأله 
الخبر اللي بيضايق هو إن إدارة الجامعة عينت تلاتة معيدين أتنين منهم ولاد دكاترة و التالت من معارف عميد الكلية 
هز رأسه بسأم و عقب قائلا 
كان قلبي حاسس 
كلها وسايط و بالمحسوبية يا صاحبي يعني لو باباك الله يرحمه كان ملي جيوبهم بالهدايا و الشيكات مش بعيد عينوك دكتور على طول  
أخذ كليهما يضحك يا لها من كوميديا سوداء! 
توقف يوسف عن الضحك فسأله 
طيب و إيه اللى أنت عايزني أوافق عليه
أخبره صديقه بحماس
طبعا بتسمع عن شركات التسويق و الشحن زي أمازون و غيرها إحنا عايزين نعمل شركة زى الشركات دي أنا عملت دراسة جدوى و حددت المبلغ اللى عايزينه هاتبقي شراكة ما بيني و بينك و معانا شريك تالت هيساهم معانا بالفلوس و أنا و أنت باقي كل حاجة إيه رأيك
أخذ يفكر قليلا كم تمني أن يمتلك عملا خاص به غير معتمدا على عمل و أموال والده فسأله 
حلوة جدا الفكرة لكن لازم تكون متفق مع شركات كتير اللى هانكون وسيط ما بينها و بين العملاء و محتاجين لمندوبين لتوصيل شحن كل منتج مطلوب و فوق كل ده مكان للشركة نفسها 
أخبره الأخر 
اطمن أنا عملت حساب لكل ده مستني بس موافقتك و شراكتك معايا بالفلوس و بإدراتك لأنك شاطر أوي فى الإدارة 
أومأ إليه ثم انتبه إلي شيئا فسأله 
ما قولتليش صح مين الشريك التالت 
ابتسم بفخر و أجاب 
ال business woman أية فؤاد 
صاح بتعجب 
أختك! 
اه يا سيدى هي أية ماشاء الله بقت fashion designer و make up artist قد الدنيا و كمان هتساعدنا فى شحن و تسويق أدوات التجميل و كل الحاجات بتاعت البنات دي مكسبها حلو جدا 
هز رأسه بالموافقة و قال 
يبقي على بركة الله 
نهضت رقية من جوار شقيقها تصيح برفض تام 
مش موافقة 
كان الأخر يمسك بسيجارته و ينفث دخانها سألها بتعجب 
ليه إن شاء الله! مش ده حمزة اللي كنت هاتموتي و أبوك يوافق عليه و لما أبوك رفضه فضلتي قافله على نفسك! 
نظرت إليه باستفهام فأردف 
ما تستغربيش أنا اه ما ببقاش موجود بس دبة النملة بعرفها و أنا جاي لك و بقولك أنا موافق على جوازكم يعني المفروض تشكريني 
حدقت بامتعاض و إصرار قائلة بصياح 
أنت ما بتفهمش! قولت لك مش عايزاه و روح قوله كدة و لا هتخاف منه أكمنك الدلدول بتاعه أي حاجة يقولها لك تقول وراه آمين 
كان الصمت السائد أشبه بالهدوء الذي يسبق العاصفة و إذا بها تطلق صړخة دوي صداها في أرجاء المنزل كان قد قبض على خصلاتها و يهزها بعڼف حتي شعرت بأن شعرها سيقتلعه في قبضته يحذرها بصياح 
أنا ساكت لك من بدري لحد ما سوقتي فيها و لسانك طول جرى إيه هو أنا مش عارف
ألمك! طيب إيه رأيك و ربنا لهتتجوزيه و الخميس الجاي هايكون كتب كتابكم 
ترك خصلاتها بدفعها على الأرض فتحت والڈم ..ا الباب تسألهما بقلق 
إيه اللي بيحصل يا جاسر بتمد إيدك على أختك ليه! 
أشاح بيده قائلا 
أهي عندك أبقي أساليها 
و تركهما و غادر الغرفة دنت راوية من ابنتها فارتمت الأخرى بين ذراعيها و أجهشت في البکاء فقالت بحزن و أسي
ربنا يهديك يا جاسر يا بني 
عاد من الخارج للتو يحمل علي كاهليه ثقل جبل من الهموم ألقي تحية السلام على أهله فردت زوجته التحية و كذلك مريم و سألته 
خالو يوسف ما بيجيش المحل 
أجاب بسأم و حزن نابع من قلبه 
هيجي إزاي يا بنتي و أخوه منه لله خد كل حاجة 
شھقت زوجته و سألته 
أخد منه كل حاجة إزاي 
أخذ يسرد لهما ما حدث فى المتجر و علم أن كل ممتلكات الحاج يعقوب اصبحت ملكا لجاسر و يوسف أنتقل إلى شقة والدته التي تقع في إحدى الأحياء الراقية كما ترك والده إليه مبلغ من المال لأنه كان يتوقع حدوث ذلك و بعد أن انتهي من حديثه وقفت مريم وقالت 
عن إذنك يا خالو خدني عند يوسف و نطمن عليه 
لا يعلم ماذا يفعل فهو الآن محاصر بين طلب جاسر للزواج من ابنة شقيقته و ما بين أن يترك عمله الذى يعول منه أسرته و هو الآن قد تجاوز منتصف عقده السادس قلما في هذا السن يجد
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 34 صفحات