رواية حصاد المر بقلم ډفنا عمر
ولم تكن رغبة فيها بقدر ما كان عقاپ لها حتى تفيق.. ولكن خرج الأمر عن سيطرته وقڈف يمين طلاقها وغادر..!
يترنح بين لوم نفسه وڠضب قلبه ولا يعرف ما يفعل!
سيعود الآن! فإن وجدها لم تعصي كلمته وتغادر البيت سيعرف أنها مازالت باقية عليه وحكمت العقل بأمرهما.. أما إن غادرت فلن يسامحها وستكون هي من خطت نهايتهما معا ولن يلومه أحدا بعد ذلك!!!
أمام بناية والدته!
_ استناني هنا يا اسطى دقايق وهنزلك!
سواق سيارة الأجرة
علي راحتك يا باشا.. مستنيك ولو أي مساعدة انا في الخدمة يا هندزة!
_ شكرا يا اسطى كتر خيرك!!!
حرك مقبض الباب ليعبر داخل منزل والدته حتى يذهب بها إلي بيته وما أن دخل غرفتها حتي بوغت بما رآى ولم يتوقعه!
هتف بأسمها متعجبا من وجودها بهذا التوقيت! فقد ظنها لن تأتي!
_أيه اللي جابك دلوقت أنا قلت خلاص مش هتيجي وجوزك منعك!.. ثم حادت عيناه قليلا جوارها فلمح حقيبة سفر صغيرة فقطب جبينه هاتفا
ممكن افهم حصل معاكي أيه ياهند وخلاكي تيجي بشنطة هدومك
أجابت بهدوء عجيب وهي تمشط شعر والدتها بعد أن حممتها وابدلت ملابسها بأخرى نظيفة
تحير من جمود وجهها ونظرتها الغريبة ماذا حدث!
فترجم حيرته بسؤال أنتي اتخانقتي مع جوزك ياهند ماكانش عايزك تيجي صح طب جيتي ليه يابنت الناس!!!!
جلست تحت قدمي والدتها ارضا بعد أن صنعت لها ضفيرة جمعت بها خصلات شعرها الفضية القليلة هاتفة بنظرة استجلبت بها ذكريات بعيدة
وفاكر واحنا صغيرين لما بابا اتوفى وكانت في عز شبابها وفضل يجيلها عرسان أشكال والوان وهي رفضت علشاننا..! وفاكر لما رجلي اتكسرت وانا بلعب على سلم العمارة واتجبست واتمنعت من الحركة أسابيع! كانت ماما بتشيلني تدخلني الحمام وتحميني وتغيرلي وتسرحني وفي نفس الوقت بتعمل شغل البيت وبتراعي باقي اخواتي! وفاكر لما انت جالك حمى شديدة جدا وفضلت ماما أيام وليالي تنام تخاطيف وهي بتعملك كمادات مع العلاج لحد ما خفيت.. حاجات كتير أوي ماما عملتها لينا بس مش هقدر افتكرها كلها وكبرنا ومحدش في الدنيا له فضل علينا بحاجة والناس لدلوقتي بتحلف بصلابتها وعزة نفسها..!
واصلت هند تفتكر أمي ماتستاهلش مننا تضحية مهما كانت كبيرة
ثم نهضت وعانقت والدتها الباكية بصمت من حديثها ابنتها.. وقد بدأ صوت هند بالأنهيار كله يهون فداكي يا أمي.. كله رخيص تحت رجليكي ..
ضمھا أحمد إليه لتفرغ دموعها على صدره الصلب الذي سيظل حصنها الحامي حتى وإن تزوجت وأصبح لها رجلا يرعاها.. هي شقيقته القريبة لقلبه ويتألم لحزنها الذي يتجلى بأقسى صوره عليها الآن .. يبدو أن الأمر ازداد سوء بينها وبين زوجها.. وهو لن يترك حياتها تفشل وتخسر بيتها واستقرارها..وهذا ما أشعل عزمه أكثر على التكفل وحده برعاية والدته!
قبل رأسها هاتفا كفاية ياهند عشان خاطري.. حصل أيه بس لده كله ياستي لو على ماما ورعايتها خلاص اطمني أتحلت ومش هتقلقي عليها بعد كده وتفوقي لجوزك وعيالك!
رمقته هند بحيرة حل ايه يا أحمد!
أجاب بابتسامة حقيقية وهو يجفف بقايا دموعها
أنا جاي اخد ماما لبيتي ياهند .. هتعيش معايا وأنا اللي هرعاها وانتي كل اما يكون عندك وقت استأذني جوزك وتعالي شوفيها براحتك.. يعني ياستي اترحمتي من المواصلات رايح جاي وانتي بتجري عشان تلحقي دورك معاها..!
حاوطت والدتها بتملك هاتفة مش هيحصل مش هتاخد ماما عندك أنا هفضل معاها مش همشي!
قال بدهشة وهو الذي ظن أنه يقدم حلا لمشاكلها هي وزوجها يعني أيه مش هتمشي ياهند هتسيبي بيت جوزك وولادك وتفضلي هنا ازاي!!
_ مبقاش جوزي خلاص!
انتفض داخله واضيقت حدقتاه مرددا جملتها بذهول مبقاش