الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية بقلم زينب سمير

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات

موقع أيام نيوز


حذاء اسود لامع لينظر المرآة نظرة أخيرة وهو يضع من عطره المفضل ويهبط للاسفل وهو يري الساعة في معصمه
كانت حالته هادئة تماما كأنه لن يصبح متزوج بعض ساعات قليلة كدا منذ الأمس والخبر قد نشر وهو علي حالته تلك وكأنه يذهب لأحد الحفلات العادية وليس سيذهب ليتزوج أميرة ذلك الوسط
التي كانت مطمع الجميع بسبب المال والجاه والسلطة والنفوذ

لطالما كانت مطمع من الجميع بشخصيتها التي يسمع عنها كغيره فهي كانت دوما مختفيه عن الأعين 
لم تكن تشغل باله ولم يكن يعرف عنها شيئا مثلها مثل أي شخص لكن الان هي ستصبح زوجته
ستصبح حرم بلال عز الدين وبموافقتها وبموافقته هو أيضا
كان قد وصل للاسفل 
ليخرج ويركب سيارته بعد أن فتح الباب امير فقد قرر أن الحفل سيكون هناك ولا داعي أن يحدث هنا أي مظهر من مظاهر الاحتفالات
بنفس ذات الوقت في منزل فريدة 
كانت تقف أمام المرآة أيضا لتظهر عيونها الزيتونية المتقاربة للخضرة وتلك البشرة البيضاء الناصعة والتي شغلها بعض النمش الخفيف الذي زاد من جاذبيتها وتلك الغمازتين اللاتين يزينان وجنتيها ويزيادان من جمالها كلما ضحكت أو تحدثت وقامتها القصيرة التي تجعلها أكثر جمالا وخصلاتها البرتقالية الناعمة التي تعدت ظهرها بأكمله
كان جمالها ساحر ومازاد سحرها فستانها الاحمر الذي جعلها كأميرة فعلا كان لديه حمالتين عريضاتين يوجدا اسفل كتفها بقليل وكأنهم سقطا بأهمال من علي كتفها وظهره متشابك بخطوط خفيفة لا يظهر أي شى منه ومن الإمام كان ضيق للخصر ويوجد فصوص تلملم القماش بشكل رائع من الخصر وكأنهم علي شكل تاج
ويهبط بأتساع واسع من الخلف ويوجد علي أطرافه بعض النقوش باللون الاسود كان بسيط بتصميمه ولكن كان فوق الرائع وهي ترتدي عقد من الالماس بينما رفعت خصلاتها علي شكل تسريحة شعر بسيطة وهي تضع أحد دبابيس الشعر علي الجانب وتترك بعض الخصلات علي وجهها كما أنها رفضت أن تضع أي مساحيق تجميل سوي
فقط احمر شفاه قاني اللون فجعلها مٹيرة جدا كانت تنظر له وهي تضحك بخبث 
بينما ارتدت حذاء بكعب عالي رغما عنها باللون الاسود 
فكانت رائعة بل ساحرة تسحر أي شخص
هتفت ريما وهي تكاد تبكي
_بسم الله ما شاء الله جميلة اوي يافريدة
ابتسمت وهي تلتفت لها وهي ټحتضنها قائلة
_انتي اللي قمر ياريما عقبال فرحك يارب انتي وامير
ابتسمت ولم تعلق علي ذلك وظهر الحزن علي وجهها اتخبرها بأن يحب اثنين بقلب واحد
اتخبرها بأنه يعشقها كما يحبها هي
تعلم جيدا بعشقه لفريدة وتعلم أيضا بأنه يحبها هي
ولكن ما تعلمه شئ واحد
وأنه لو وجد فرصة تقربه من فريدة سيتركها ويترك عالمه حتي لو سيصبح خادم لها
تنهدت بحزن وهي تنظر لفريدة التي تحتضن أميرة بحب تعلم انها لا دخل لها بمشاعره بل لو كانت تعلم ما كانت لتقترب منه مرة اخري حتي
بينما عند الفتاتين
قالت وهي تحتضن أميرة
_اية الجمال دا ياميرو
أميرة
_جمال أية بس ياديدا لما انا جميلة يبقي المزة دي أية
ضحكت بمرح من كلماتها قائلة
_الفاظك باظت اوي
ابتسمت وهي تقول
_اللي يعيش مع ولد لسانه بيتقلب لروحه شوفي بقي أنه يربيكي ولد
ضحكت وهي تقول
_ربنا يخليكم لبعض...وبعدين احمدي ربنا انك عندك توأم زيه مستعد يعمل اي حاجة علشانك
ابتسمت وهي تقول
_ربنا يخليه ليا يارب...ويخليكي لينا يااجمل ديدا
اقتربت ريما وهي تقول
_تعالوا نحضن بعض كلنا مرة واحدة
فتحت فريدة ذراعيها معا لتقترب الفتاتين معا ويحتضنوها بحب
فهي سر قوتهم وهم من تستند عليهم
هم شئ واحد
هم مثلث له ثلاثة اضلع اذا غاب أحدهم انكسر وتلف هي تدرك تماما أن سالي ليست من أمثالهم تدرك أنها مختلفة أو أنها بعيدة عنهم قليلا وليست تجمعهم نفس قوة الحب التي تجمعها بالاخرتين ولكن هي تحبها أيضا...
وصلت سيارات العريس أمام المنزل اخيرا ليهبط بلال من السيارة وهو ينظر للمنزل بنظره تقديميه لمح من خلالها النافذة العلوية والأضواء المشټعلة وتقف من خلفها أجساد كثيرة عرف علي الفور أن زوجته المستقبلية تسكن في تلك الغرفة
انزل بصره عندما انتبه احسان ليمد يده ويسلم عليه بهدوء بينما بادله الاخر السلام بترحيب كبير جدا
ليدخل من بعدها للداخل مع حسان الذي هتف
_هجيب العروسة دلوقتي حالا
ثم صعد للأعلي تاركا بلال ومعتز يقف جواره 
والسعادة تظهر عليه كما لو أنه هو العريس
بالاعلي 
طرق الاب طرقات خفيفة علي الباب ثم دخل لينظر لها بجمود يوجد خلفه العديد من المشاعر السعيدة ولكن هتف بحدة
_خلصتي
قالت ريما بابتسامة
_اهاا يا uncle ..هننزل دلوقتي !
حسان
_ايوا يلا
ثم تحرك باتجاهها ومد يده لتمسكها هي والحزن يسيطر علي ملامحها ثم تقول بنبرة مخټنقة بعباراتها
_مش هتسامحني
نظر أمامه وكأنه لا يسمعها
لتتنهد بحزن عميق
قبل أن تقول بندم ممزوج بأصرار
_اسفة يابابا لكن أنا مقدرش اقولك اي حاجة من اللي بعملها... بس صدقني انا بعمل اللي تربيتك امرتني بيه وواجبك وواجبي الوطني كمان
نظر لها ولم يتحدث مره اخري
لتتنهد مرة أخري باستسلام 
إذن لن يسامحها حتي يعلم كل شى وهذا لن يحدث ابدا...
في المقر السري للمخابرات المصرية 
تبعثرت خطوات الجميع الذي بالمكان ذاهبا وايابا وحالة فوضي شديدة تسيطر علي المكان الكبير قبل الصغير ينظر حول نفسه وكأنه يبحث عن روحه وتوتر غريب يوجد علي ملامحهم كما أيضا الارتباك العساكر والضباط وكل الجموع
وفي أحد الغرف الجانبية دخل احد الاشخاص هناك اخيرا مقررا بأنه عليهم اخبار كبيرهم بذلك الخبر الحزن بل المصېبة الكبري
وان كانوا علي حق فيجب أن يقولوا کاړثة
سقطت علي رؤوسهم
هتف بعد أن دخل بكلمات مبعثرة
_الميكروفيلم اللي في المقر ضاع يافندم اقصد اختفي مش موجود خالص
نهض الاخري صارخا
_انت مستوعب انت بتقول أية ياشرطي
اؤما له وهو يقول
_كل مخططاتنا للفترة الجاية بخصوص مساعدتنا لفلسطين وحدود بلادنا ضاعت ياسيادة اللواء
هتف اللؤاء وهو يتجه للخارج
_ولما انت عارف كدا واقف بتعمل ايه
هتف بتوتر
_للاسف مفيش اي اثر لمحاولة سړقة أو غير ودا بياكد أن في حد خاېن هنا يافندم
ابتسامة خبث ظهرت فجأة علي محياه أن رايتها ظننت أنه جن فجأة ولكن عندما تري ما ينظر له ستعرف لما ظهرت تلك الابتسامة
حيث ظهرت فريدة وهي تمسك بيد والدها وعلي غير العادة وغير اي عروس كانت تنظر له بنظرات حادة وهي تتأفف بضيق تكاد تجزم أن الجميع يستمع لتأففها هذا
بينما هو ابتسم وعيونه تلمع بلمعة غريبة لا يفهمها أحد سواه هو فقط
كانت كلما قلت المسافة بينهم كلما استزاد الجو توتر وسعادة كان كل من حولهم سعيد اكثر منهم هم
حتي وقفت تماما أمامه مع والدها
الذي قال
_نكتب الكتاب يابلال باشا
نظر لها ثم له
ثم اؤمي ب حسنا وهو لم يوجه لها أي حديث حتي
انتهت الإجراءات سريعا 
وأصبحت الآن زوجته وحلاله أصبحت حرم بلال عز الدين 
كانت تجلس علي الكرسي المخصص لها لياتي هو ويجلس بجوارها ثم اقترب من اذنها هامسا
_وكدا نقدر نربي حرمي المصون براحة خالص...
في حديقة منزل حسان ابو عوف
عند المكان المخصص للعروسين
_وكدا نقدر نربي حرمي المصون براحة خالص
قال تلك الكلمات وهو ينظر لها من مكانه من أعلاها لاسفلها بتركيز حتي توقف نظره عند شفتيها المطلاله باللون الاحمر القاني
ليظل نظره معلق عليه ثم نظر لعيونها التي كانت تطالعه بتحدي وابتسامة خبث
ليقول هو بصوت
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 16 صفحات