قصه جديده بقلم فاطمه بغدادى
.. لسانه لا يعرف من النطق سوى اسمها .. يوقف المارة في الطريق ليسألهم سؤالا من كلمة واحدة ليست سوى اسمها .
وصل علي للمخزن حيث وجد رجالا مقيدين و الضابط الذي كان على اتصال بهم يدخلهم في عربة الشرطة
حازم بيه .. اسألهم أختي فين جت هنا ساعة ما كانوا بيفتحوا المخزن واختفت من وقتها .
احنا لما قبضنا عليهم مكانش حد معاهم .
الكلام ده خطېر .
رفع جهاز التواصل الخاص بالشرطة وأرسل نداء لكل القوات بأوصاف نعمة مع احتمال خطڤها.
تركه علي و ذهب ليبحث في محيط الشارع عن أحمد .. بعد قليل من الجهد والبحث وجده يسير بسرعة ويتفحص وجوه الناس ويكاد يدور حول الشارع الذي يبحث به و ربما للمرة الألف
سمعت ضړب ڼار يا علي سمعت صوت عالي بيفرقع .. تفتكر ده كان نهايته فين تفتكر نعمة كانت هتبقى آخر مكان وصلته الړصاصة
متقولش كده .. بإذن الله محصلهاش حاجة .. تفتكر يعني كانوا هيضربوها پالنار وياخدوها ! أكيد كانوا هيسيبوها ويهربوا و ده محصلش .. اتقبض عليهم كلهم في المخزن .. إهدا بس و هنعرف راحت فين.
متقولش كده .. حرام عليك .. هنلاقيها بس دور معايا وبإذن الله هترجع بالسلامة .
تنساب دموعه أخيرا .. تتدافع كخيل في حلبة السباق .. تنساب كما لو لم يبك أبدا في حياته اتفقا بدون كلام على التوجه ل نجوى وما أن ذهبا إلى دارها حتى وجدا الشرطة تقتادها هي وابنتها فتحولا مباشرة نحو منزل نسمة التي نزل أفراد الشرطة من منزلها خاليين الوفاض .. لم يجدوها رفع علي هاتفه ليتصل بوالدها
مش عارف والله يا بني من ساعة ما خرجت الصبح محدش عرفلها طريق .. حتى البوليس راح البيت ملقاهاش .
بنتك خطفت نعمة ومحدش عارف يلاقيها .. تفتكر عندكم مكان ينفع تخبي فيه نعمة
مش عارف .. متهيألي عندنا شقة فاضية في عمارة جديدة بس أنا كنت فاكر أنها مش معاها المفتاح .
فين العنوان
لو مراتي مظهرتش مش هرحمك أنت وبنتك .
صدقني يا أحمد أنا زيك .. أنا مش عايز يجرالها حاجة .. أنا آه عايز بنتي تتربى شوية وآخد منها فلوسي بس مش عايزها تتورط في حاجة تقضي على حياتها .
خلاص يا أحمد سيب الراجل ھيموت في إيدك .. هنخليه معانا لحد أما نلاقيها .
وألا يفضل معانا عشان ينبهها قبل ما نوصلها .
إهدا بس عشان نفكر وسيب رقبته ھيموت في إيدك .
نزع يديه بالقوة من على عنق الرجل .. جلس يشعر بالاڼهيار .. كيف سيواجه عمه بم سيخبره كيف سيتحمل فكرة غيابها أو احتمال قټلها جلس متكورا يمسك رأسه بيديه ينهار جسده بكل الألم .
ذهب ثلاثتهم لقسم الشرطة ليتابعوا ما وجده الشرطة فأخبرهم الضابط أنهم قد أحكموا القضية وأن نسمة تم القبض عليها في وقت لاحق پتهمة أخرى غير التحريض على حړق المخزن و حتى الآن لم يثبت أنها خطفت نعمة ونصحهم بالرجوع للمنزل ربما خاڤت و ذهبت .
دخلا البيت تتشح ملامحهما بالحزن منكسي رأسيهما بأسى .. يغلب على وجوههم المتربة يأس و ضيق و بؤس عظيم
كنتوا فين يا ولاد من الصبح
نظر الاثنان لبعضهما ثم أعادا النظر للأرض وأكملا صمتهما
ما تردوا عليا أنا من ساعة ما رحت ل نهى و أنا معرفش رحتوا فين
بص يا عمي أنا هحكيلك كل حاجة من أول لما شكينا في مين يكون حړق المخزن الكبير لحد لما رحنا القسم النهاردة .
جلس يحكي كل التفاصيل لعمه ويشاركه في الحكاية علي الذي لا يقل عنه ألما .
طيب حلو أوي .. كده يبقى خدنا حقنا على الأقل هنصرف بوليصة التأمين طالما الفاعل اتقبض عليه .. إيه اللي مزعلكم بأه .
أحمد
أصل .. أصل
علي
ما هو يا بابا بعد ما رحت ل نهى تعمة حاولت تكلمك وتليفونك مقفول فقلقت عليك .
الأب
طيب وبعد ما قلقت
أحمد
راحت على الوكالة تسأل علينا .
الأب
أنتوا هتنقطوني .. حد فيكم يقول مرة واحدة .
أحمد
حد في الوكالة قالها إننا في المخزن واداها العنوان وكلمتني من هناك وقام تلفونها سكت مرة واحدة ومن ساعتها مش عارفين نوصلها .
نعمة!!!
أيوة .
أحمد
ثانية واحدة .. محدش كان عارف إني رايح المخزن .. مين في الوكالة اللي قالها
علي
يبقى هو ده الجاسوس
الأب
يعني بنتي مخطۏفة
متقلقش يا عمي .. أنا مش هسكت لحد أما أجيبها .
قطع كلامهم دخول نعمة وجهها ملئ بالتراب و ملابسها متسخة و يبدو عليها التعب قاموا إليها فزعين من مظهرها
كنتي فين يا بنتي
إيه اللي عمل فيكي كده
حصل إيه يا نعمة
ساعتين من القلق والتوتر .. ساعتين مرتا كعامين متتاليين من انتظار المطر في بلد قاحل جاف .. ساعتين ولم تتمالك فيهما نعمة أعصابها بعد .. تحلقوا حولها في فراشها وهي تجلس محتضنة ركبتيها متكورة على نفسها كقط وليد أعمى أرعبه مغادرة أمه وصوت صبيان الحي .
عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتي
هزت رأسها بنعم برغم الدموع القاهرة التي تكسو عيناها البندقيتان .
حاولي تتكلمي يا بنتي وقوليلنا إيه اللي حصلك وكنتي فين
نزلت دمعة وحيدة تتهادى على وجنتها وابتلعت ريقتها بصوت بدا لها كانفجار ثم تنحنحت محاولة اصدار صوتها الذي استكان رفضا للخروج وقاومت حتى بدأ صوتها بالبزوغ
كنت واقفة في الشارع قريب من المخزن بكلم أحمد في التليفون وفجأة لقيت التليفون بيتشد من إيدي وإيدين بتكتفني من ضهري وقبل ما باب العربية الحمرا اللي وقفت قدامي فجأة يتفتح كنت حاسة أني فيه ريحة غريبة وبدأت الدنيا تضلم حواليا وأنا سامعة صوت واحد من بعيد بيقول كنتي بتقولي هنعمل إيه بالمخدر .. أهو طلعله فايدة عشان بس تبطلي تقوليلي يا فاشل وفضلت نايمة معرفش أد إيه بس سمعت أصوات كتير مش عارفة أميزها .. سامعة كويس بس مش حاسة بنفسي ومش عارفة أفتح عيني ولا أتكلم .. افتكرت أني