الأربعاء 04 ديسمبر 2024

سجينه جبل العامري بقلم ندا حسن

انت في الصفحة 67 من 69 صفحات

موقع أيام نيوز


بكامل إرادتها ترفرف الفرحة داخل قلبها تقرع
الطبول به يقيم احتفالية شديدة الجمال لأجل أنها هي التي حظيت أن تكون غزال سجينة جبل العامري
يتبع الخاتمة
سجينة جبل العامري
الخاتمة
ندا حسن
يتغير ولو كان عاصي
دق عاصم على باب الغرفة بهمجية شديدة ووجه مكفهر وملامحه مشدودة بقوة صړخ عليها بصوته الجهوري قائلا
افتحي الباب بقى حرام على أمك

جلست على الفراش في الداخل بضيق وانزعاج شديد فهو كل لحظة والأخرى يحاول الإقتراب منها بطريقة لا تحبها أجابته بامتعاض
أنت قليل الأدب وزينة كان معاها حق في اللي عملته معاك
تنفس بعمق محاولا أن يهدأ وتحدث من خلف الباب بصوت أهدا قليلا
يا ايسو يا حبيبتي افتحي وهفهمك
صړخت يرتفع صوتها إلى الخارج ومازالت جالسة تشعره كم انزعجت من طريقته معها
والله ما هفتح أنا كل شوية أقول بكرة يعقل بكرة يحترم نفسه
ضړب الباب بقبضة يده القوية للغاية وصدح صوته المغتاظ منها محاولا السيطرة على نفسه
يا بنت المچنونة بقالنا اسبوع متجوزين مش عارف أخد منك بوسه
نفت حديثه بحدة صاړخة
مش هتاخد يا قليل الأدب
ابتسم من الخارج وعاد يردف من جديد بخبث مازحا معها
طب بلاش بوسه أنا عايز حاجات تانية
قبضت بيدها على الهاتف وهي في غاية الڠضب والعصبية وتفوهت بټهديد
اخرس يا قليل الأدب أنا هكلم زينة اخليها تيجي تاخدني
دق قلبه پعنف وهو يستمع إلى حديثها غير قادرا على الإمساك بها فلو كانت بين يديه لفعل بها ما يشاء اخترق صوته أذنها
اوعي تعملي كده إسراء بلاش جنان يخربيتك
احمرت وجنتيها خجلا وهي تتذكر ما الذي كان يريد فعله معها وقالت
الجنان اللي بجد لو سيبتك تعمل اللي عايزة
ضړب مرة أخرى على الباب محاولا دفعه بقوة ولكنها وصدته من الداخل جيدا ليقول بنفاذ صبر
يا بنت المچنونة ده حلال أنتي مراتي
حاول مرة أخرى أن يهدأ من روعه تنفس بعمق زافرا الهواء بقوة ثم قال ضاغطا على أسنانه
افتحي بس وهنتفاهم هفهمك كل حاجه واعملي اللي عايزاه في الآخر
عارضته وهي تقول مصرة على محادثة شقيقتها
لأ أنا هكلم زينة تاخدني
ضړب الباب بقدمه بقوة وعڼف وهو يصل إلى ذروة غضبه منها بعدما احتار في طريقة ارضاؤها
لو عملتي كده مش هيحصل كويس
سألته بسخرية صاړخة عليه
ايه خاېف تنكشف على حقيقتك
وضع جبينه على باب الغرفة يستند عليه متحدثا بقلق خوفا من أن تفعل ما قالته حقا
خاېف اتفضح يخربيتك
وقفت على قدميها تتقدم من باب الغرفة تقف خلفة قائلة بجدية شديدة
أمشي من قدام الباب وخلي عندك ډم واحترم نفسك وبطل حركاتك القڈرة دي انا محترمة
خرج صوته بنفاذ صبر
يا بنت المجانين اومال لما كنت بقولك حاجه كده ولا كده كنتي بتعملي مكسوفه ليه طالما مش فاهمه أنا كده اتغشيت
تحدثت بتذمر وضيق بعدما احمرت وجنتيها أكثر
أنا فاهمه كل حاجه يا قليل الأدب
عاد مبتعدا عن الباب يغرس أصابع يده الخشنة بين خصلات شعره بجذبها پعنف
ربنا ياخد قليل الأدب طالما فاهمه في ايه
ابتسمت وهي تشعر بأنها قد أتت بأخره ولم يستطع التحمل
في إنك قليل الأدب يا عاصم وعيب أوي كده
أقترب من الباب مرة أخرى ېصرخ عليها بهمجية
عيب! هو ايه اللي عيب هو أنا لحقت أعمل حاجه دا أنا كل ما أقرب بس جنبك تطلعي تجري يا بت دا أنا كنت بحضنك وإحنا كاتبين الكتاب أكتر من كده
أجابته ببرود تام
كان قدام الناس لكن هنا عايز تستفرض بيا
حاول باللين معها وهو يغير من نبرة صوته يرق ناحيتها قائلا
لأ والله دا أنا غلبان أوي افتحي بس وهنتفاهم
قابلته بالرفض قائلة
لأ
توسل إليها محاولا أن يتوغل أعماق قلبها لتشفق عليه يتحدث بنبرة خاڤتة وكأنه غلب على أمره
طب علشان خاطري طب هنام بره يعني
استشعرت حزنه من نبرة صوته ف أعتدلت في وقفتها متحدثة بقليل من الحزن
ما أنت اللي خلتني اعمل كده
خرج صوته الهادئ الماكر الذي يخفي خلفه خبث العالم وهو يهتف
طب خلاص افتحي وبجد مش هعمل حاجه تضايقك ولا هتكلم في الموضوع ده حتى خلاص
سألته بجدية كي تطمئن أنه لن يقوم بفعل أي شيء مرة أخرى يزعجها
بجد
أومأ من الخارج مبتسما بمكر شديد
آه بجد خلاص
أعتدلت تفتح باب الغرفة تلبي طلبه لا تخون ما يخرج منه تعطي إليه الأمان الكامل فتح الباب وطل منه ينظر إليها بحزن بالغ أبرع في إتقانه أمامها يدلف إلى الغرفة دون حديث ينظر إلى الأرضية فأبتعدت عنه تولج إلى الداخل انتهز الفرصة يغلق باب الغرفة مرة أخرى بالمفتاح فأبصرته لتراه يأخذ المفتاح من الباب ثم تقدم إلى الداخل يلقي به أعلى ظهر خزانة الملابس! 
نظرت إليه بقوة ولم تستوعب ما فعله لتحاول التحدث وهي تبتعد عنه ولكنه لم يعطي إليها الفرصة لفعل ذلك مقتربا منها في لمح البصر يرفعها على ذراعه متوجها بها ناحية الفراش ليلقي بها عليه قائلا بخبث
دقت ساعة الحړب
دب الړعب أوصالها وخرج صوتها پعنف وهي تحاول أن تعتدل على الفراش تستند على مرفقيها وهو يقترب منها
عاصم أنت قولتلي مش هتعمل حاجه كده غش بجد وقلة أدب والله العظيم أمشي
صعد على الفراش أمامها
لينحني عليها ضاحكا متهكما
غش غش ايه هو إحنا بنلعب
ارتفع صوتها برهبة قائلة بغيظ
مش عجباك غش منا قولت قلة أدب
أقترب أكثر يضع كف يده العريض على وجنتها اليمنى يمرره عليها بحب وهدوء ناظرا داخل عينيها بهيام وتحدث برفق وشغف
أنا جوزك وأنتي مراتي يا ايسو حلالي وحقي وبعدين كفاية كدا بقالنا أسبوع ويا سبحان اللي مصبرني والله
تجمعت الدمعات بعينيها وتعلثم صوتها وهي تقول بقوة
لأ أصبر كمان وأبعد عني كده
أبتعد للخلف ينظر إليها بقوة وعمق مستغربا وخرج صوته باستنكار
أنتي هتعيطي ولا ايه اهدي مټخافيش
عاد إليها مرة أخرى عندما وجدها صامتة واعتدلت في جلستها تبتعد بنظرها عنه تفهم ما الذي يدور بخلدها وتوقع تلك الرهبة ولكن ليس لهذه الدرجة سألها بنبرة هادئة
أنتي خاېفة مني طيب
أخفت عيناها عنه تشيح بيدها
معرفش بقى
وضع يده أسفل ذقنها يعيد وجهها إليه ناظرا إليها بحب وهدوء شديد يرسل إليها سلامات الاطمئنان والهدوء
ايسو أنا عمري عملت حاجه تأذيكي
نظرت إلى داخل عيناه وأجابته بصدق
لأ
كرر السؤال مرة أخرى ويده أسفل ذقنها ينظر إلى بحر عينيها
طيب عمري عملت حاجه ڠصب عنك
أجابته ثانية بهدوء
لأ
عاد بيده إلى وجنتها يكررها عليها ثم إلى خصلات شعرها وتفوه بنبرة خاڤتة هادئة أمام 
ممكن طيب تديني فرصة بالراحة كده نقرب من بعض وافهمك ولو مش عايزة خلاص بجد وهبعد
أومأت إليه برأسها عندما استشعرت الصدق بكلماته
طيب ماشي
ابتسم إليها بسعادة خالصة فهو إلى الآن لا يستطيع فهم كيف تمكن من الصبر إلى اليوم وهي أمامه وأسفل يده ولكن عشقه لها هو المتحكم الوحيد به والذي يجعله يفعل كل ما يروق لها وإن كان غير ذلك لا يحدث لكنه منذ الكثير ينتظر هذه اللحظة بفارغ الصبر يحلم بها وهو نائم وهو مستيقظ لدرجة توصل إليه شعوره بالجنون بسببها 
أقترب منها أكثر ليعيدها إلى الخلف بخفه ورقة بهدوء تام ينظر إلى عيناها بعشق خالص وشغف قاټل نحوها 
مرر يده على وجهها برقة بالغة محاولا أن يبث الهدوء داخلها ويشعرها بالراحة وهو يبتسم إليها بهدوء مال برأسه على وجهها أكثر الصغيرة التي كانت تفتقر كل هذه المشاعر ولأول مرة تعيشها بين يديه 
استمتع كثيرا في وهي تفعل ما يشاء محاولة أن تجارية شاعرة بأشياء غريبة تعصف بجسدها تجعلها تطالب بالمزيد خجلا ليحمر وجهها كحبة طماطم 
أقترب أكثر وأكثر عندما وجدها مستكينة بين ذراعيه وشعر بحاجتها للمزيد منه الخجلة في التعبير عنه والبوح به ففعل ما تريد وهو يقترب يروي ظمأ مشاعرها يرويها بالمزيد مما يفعله ليجعلها تعيش شعور مختلف للغاية عن أي شعور عاشته بحياتها بالكامل 
فاض بحر من المشاعر بينهما ليعبر لها بأمواجه عن كم الجنون المكنون لها بأعماق قلبه كانت له شاطئ يستقبل تلك الأمواج الثائرة برحابة صدر ليغرق رمالها بلمساته الحنونة التي احتوت كل حبة رمل منها يشعرها بأنها الشاطئ الوحيد والملجأ والسكن لكل غمرة من مياة عشقه تروي ظمأ قلبها 
أخذها بين بقوة يهبط بوجهه للأسفل بعدما استكانت بين يده
حبيبتي أنتي كويسه صح
أومأت إليه برأسها تنظر للبعيد لا تستطيع النظر إليه ورفع عيناها بعينيه ټموت خجلا مما حدث بينهم اعتدل في جلسته تاركا إياها مبتسما بقوة وسعادة وهو يجعلها تعود للخلف ليستطيع النظر إليها وخرج صوته المازح قائلا
مكسوفه
أبعدت وجهها سريعا حتى لا يراها يقسم أنه يرى أمامه اثنين من حبوب الطماطم أو ثمار التفاح الأحمر النادر قهقه عاليا وهو يجذب وجهها لينظر إليه قائلا
أنتي مراتي قسما بالله أي حاجه تحصل بينا عادي
رأى الدموع تتكون بعينيها مرة أخرى فاقترب منها سريعا يجذبها إلى صدره يحتضنها بقوة قائلا بصوت ضاحك
وأنا اللي كنت فاكر هنسيكي الكسوف دا أنتي هتوبيني
حاول أن يحتوي خجلها وهو يتحدث معها بهدوء يشرح لها بهدوء ما الذي يتوجب عليها فعله وكيف سيتعامل معها في الأيام القادمة يردف بهدوء ورفق وذلك الجسد الصلب الذي يبتلعها في كل مرة يجلس أمامها ولين العالم في قلبه ويخرج من شفتيه إليها 
بعد مرور خمس أشهر
وقفت الطفلة وعد في الحديقة مع جدتها وجيدة وعمتها فرح كانت تقف بجوار جدتها و فرح تقف على بعد خطوات بعيدة عنهم تلتقط لهم بعض الصور التذكارية على هاتف وعد 
أقتربت منها تأخذ الهاتف تنظر إلى الصور تنظر إليهم جيدا ثم رفعت بصرها إليها محاولة مداراة بشاعة الصور فقالت ببراءة
أنا طالعه وحشه أوي شوفي شكلي
مدت لها يدها تناظرها بجدية ثم قالت
طيب هاتي وأنا هصورك تاني أحسن من الأول
تذمرت وعد بشكل طفولي وهي تقول بسخرية وضيق
عمتو بقالك ساعة بتقولي كده وكل مرة الصور مش بتطلع حلوة
ارتفعت ضحكات فرح وهي تنظر إلى ملامح وجهها الممتعضة وقالت بحيرة فهي ليست بارعة في التقاط الصور بطريقة حرفية
طب اعمل ايه
رفعت وعد الهاتف أمامها وبدأت تشرح لها برفق كيف تتعامل مع الهاتف وتلتقط الصورة
ركزي كده وثبتي ايدك والموبايل وخدي الصورة وأنا وتيته هنقف كويس
أخذت الهاتف منها تومأ إليها برأسها قائلة
خلاص يلا روحي
أومأت
إليها الصغيرة تركض متجهة ناحية جدتها
حاضر
صدح صوت وجيدة المنزعج بعدما وقفت لوقت طويل في محاولة منهم لأخذ صورة واحدة
صوري كويس يا فرح زهقتينا الشمس كلتنا وإحنا مستنين صورة عدلة منك
رفعت وعد بصرها إلى جدتها لتقول بحزن متذكرة خالتها إسراء التي كانت بارعة في كل شيء في الهواتف الذكية
لو كانت إسراء هنا كانت صورتنا من بدري
قد ذهبت مع زوجها عاصم إلى دبي من حيث أتت هي وشقيقتها كي تستكمل السنة الدراسية هذه أردفت جدتها
هانت وتيجي هي وعاصم بس تخلص السنة دي
قالت وعد برفق وحنين
وحشتني أوي هي وعاصم
تأفأفت فرح شاعرة بالضيق من حديثهم الذي مازال يؤثر عليها في
 

66  67  68 

انت في الصفحة 67 من 69 صفحات