ست البنات بقلم زينب سمير
تلك الدرجة
دخلت سمر ل الغرفة وبيدها كوبا من الماء البارد تقدمت نحوها ومنحتها اياه اخذته نوران منها بأصابع مرتجفة اثر بكائها الحاد
جلست سمر بجوارها راحت تمسد علي ظهرها وهي تقول بحزنكفاية عياط يانوران انتي من ساعة ما جيتي وانتي بټعيطي
لم تجيبها فقط بقيت تبكي پعنف حاولت ان تهديها بعدة كلمات لكن لا جدوي فصمتت وراحت تراقبها بحزن
نظرت لها سمر بدهشة واجابتها فوراوحشة اية يانور انتي مش بتشوفي نفسك في المراية ولا اية !
اؤمات لها بابنفي قائلةمقصدش شكلي .. انا
قاطعتهت بتفهمانتي حلوة من جوه وبره قدمك سعد علي الكل متصدقيش كلام رضوي لو سمحتي
سمر بنفيلا مش معاها هي قالت كدا بأندفاع واراهنك دلوقتي انها ندمانة ومش عارفة قالت كدا ازاي
_الكلام اللي بيخرج في الاوقات العصيبة دي بيكون اصدق من اي كلام تاني هي شيفاني دخيلة علي حياتهم وغريبة جيت خربتها ومش بقدملهم غير الهم ودا حقيقي هما محصلهمش حاجة غير لما ظهرت سجن وحبس ومستشفيات وحوارات كتير سببها انا وبس
ولم ترد بينما اكملت هياما غريبة عنهم حاولت ابقي زيهم واحاول اخليهم يتقبلوني ومعرفتش هما مش قادرين يشوفوني غير دخيلة ډمرت الدنيا
_ملهوش لازمة الكلام دا يانوران انتي دلوقتي مش مجرد شخصية عابرة في العيلة انتي دلوقتي واحدة متجوزة واحد...
صمت واكملت بصوت ذات نبرة ذات مغذيمش هيطلق لو طلبتي كدا والسلام واعتقد هو قالك كدا...!!
بغرفة رضوي ..
قالت جنات بعتابلية بس يارضوي تكلميها كدا هي كانت عملتلك اية بس
رضوي بدموعانا والله مكنش قصدي انا لقيت فجأة لساني بيتكلم
تدخلت صباح قائلة بضيقحسن لما يرجع ويعرف الحوار دا هيزعل منك اوي
رضويانا مستعدة اصالحها
هزت مروة رأسها علامة دون جدوي هاتفةفي اعتذار بيبقي ملهوش لازمة يارضوي كلامك وان سامحتك عليه فمستحيل يتمحي من ذاكرتها
طالعوها بقلة حيلة ولم يتحدث احد فما برأسها ثبت ولن يتزحزح افكارها ثبتت واثبتت نفسها بدواخلها
نوران المذنبة نوران هي سبب شقائهم...
هذا ما تراه وهذة هي الحقيقة...
. . .
صباح يوم جديد مشرق لكنه غير سعيد خاصة علي تلك العائلة التي باتت تعاني وتبكي اكثر من ان تتنفس تجمعت الاسرة جميعا علي طاولة الطعام الصمت كان يحل علي المكان بطريقة مخيفة رشف شوقي رشفة من كوب الشاي ثم وضعه علي ااولة
انهم حتي لا يتحدثون عن قضية حسن لفت انتباهه اختفاء نوران سأل بأهتمامهي نوران لسة نايمة ولا اية
توتروا ولم يرودا تهربت رضوي كذلك بنظراتها عن الجميع عاد يسألمالكم ما تردوا
صباح بترددنوران مش هنا
ضيق ما بين حاجبيه بعدم فهم فتابعتروحت مع الست صفية امبارح
شوقي بضيقمشيت لية يعني هو مش دا بيت جوزها ومفروض متخرجش غير بأذنه
نظرت صباح لرضوي ولم ترد كذلك توجهت الابصار نحوها
نظر شوقي كذلك لها وجدها متوترة تعصر ايديها في بعضهم بقوة ضيق عينيه وقد بدأ يكون فكرة عن ما جري بالامس خرج صوته المفزعحصل اية امبارح يارضوي
انتفضت رضوي في مكانها نفضا فقالت فوزيةبراحة ياحاج عليها
عاد يقول بصرامةحصل اية يارضوي
قصت له ما قالته كله ومع كل كلمة تقولها تظهر بوادر عصبيته علي وجهه حتي انتهت .. قال شوقي بصوت جاد لا يقبل النقاشبعد ما تخلصي فطار هتروحي تعتزريلها انتي سامع وتقنعيها ترجع انا مش هعمل حاجة اخوكي لما يطلع يبقي هو يتصرف ويجيب حق مراته بنفسه
قالت پبكاءمتقولش لحسن يابابا والنبي
فالعلاقة بينهم سيحدث فيها شرخا لن ينصلح اذا عرف ما قالته لزوجته لكن ظهرت في عيون شوقي معالم الجمود
كأنه يقول سأخبره او انه سيعرف من احدا غيري
بالاخير ... ستنالي عقاپ طولة لسانك ووقاحتك
_
_وبعدين
قالها عمر ل حسن فتنهد حسن وراح يكمل بقية الاحداث سردا..
فلاش بااك..
عوضين بقلقسيبها وانا هقول
ابتسم حسن بسخرية مجيباتوء توء بنتك هتفضل معايا لحد ما اروح واتأكد بنفسي من وجوده
عوضين بتوتر وخوف علي فتاتهوالله ياباشا ما هكدب هقولك المكان صح بس سيب بنتي انا بنتي پتخاف وبتتعب
نظر لها فوجدها بالفعل ترتجف بين يديه فهي ك صغيرة مصاپة بالعمي يحزنها ذلك ولان كل شئ حولها دوما اسود فهي تقلق من اقل شئ
نظر له وقال بجديةطيب قولي العنوان وهتروح معايا وهسيب بنتك هنا بس لو ملقتهوش سهل اوي اوصلها
اؤما عدة مرات بتفهم فتركها وهي اتبعت صوتها والدها حتي تقدمت منه واحتضنته بقوة وبادلها هو ذلك الحضن بالاقوي منه...
بعد قليل ..
في احدي المنازل النائية ايضا ..
الخړابة
وقف عوضين مع حسن بالقرب من المنزل قال بصوت خاڤتالباشا جوه دلوقتي بس الحقه علشان شوية وهيروح المينا
حسنهتدخل معايا
طالعه بقلق فأشار له بتحذير قائلابنتك باين اسمها...
عوضين بقلة حيلةحاضر ياباشا
بالفعل تقدم حسن ومعه عوضين نحو المنزل فتح عوضين الباب ودخل فجاءه صوت ضياء من احدي الازنقةعوضين
رد بصوت خاڤتايوة ياباشا
خرج من مزنقه وقبل ان يقول شيئا قال حسن ببسمة حادةبس مش لوحده
طالعه بتركيز محاولا ان يتذكر من هو توتر عندما عرف هويته خرج صوت حسنكدا ياضياء بية تلففني وراك السبع لفات
ضياء لعوضينكشفك برضوا ياغبي
تطلع عوضين للارض ولم يتحدث قال حسنكنت استنيت وخدت عقابك بالمرة يمكن دا يكفر عن عمايلك السودة المنقطة
بنقط سودة
ضياءامشي من هنا علشان متندمش
حسن ببسمة مستفزةانا عايز اندم
اقترب منه ناوبا ضربه لكن قطع ذلك دخول احدهم ل المنزل شاهرا مسدسه بوجهه ضياء
نظر له ضياء پصدمة هامساناصر
ناصرالحقيقة احنا كنا عايزين نهربك ونساعدك ياضياء بس لقينا انك هتسببلنا دوشة خاصة بمشاكلك الاخيرة واحنا مش ناقصين صداع
ضياء بعصبيةهربوني ومش هرجع خالص مش هتشوفوا وشي تاني ههتم بمصالحكم برة مصر
ناصر بسخريةللاسف مبقيتش تهمنا
حاول ان يقترب منه قائلاناصر دا احنا اصحاب
ناصر بجمودشغلنا مفهوش صحبة وانت عارف كدا وعارف انك لو مكاني كنت قتلتني برضوا
اقترب حسن من الرجل حاول ان يسحب منه السلاح دارت بينهم معركة بالايادي لم يفوز بها احد لحتي تلك اللحظة تبدل السلاح من يد الي اخري
حتي خرجت منه رصاصة تشق طريقها نحو ضياء فأسقطته قتيلا في الحال و....
انتبه حسن وعمر ل صوت طرق علي الباب صاح عمر بنفاذ صبرادخل
دخل العسكري قائلازيارة ل المتهم حسن ياباشا
عمردخلهم
دخل همام وعلي ومعهم كان يوجد محامي
اقتربوا اخوته منه وسلموا عليه اقترب المحامي من عمر وهتف قائلا وهو يمد يده للسلام عليهكامل المنشاوي محامي الاستاذ حسن
سلم عليه وهو يقول بترحاباهلا اهلا اتفضل اقعد
جلس الجميع وبعد حديث طويل خرج صوت المحامي الجاد
_القضية كلها متوقفة علي الشاهد لو وصلنا ليه .. حسن بية مش هيبيت في الحبس ساعة
لكن اين الشاهد
اين عوضين
العلم عند الله ..الله وفقط
. . . . . .
ب
ك ايام الشتاء انتي تظهرين سريعا تبرقين وتمطرين ثم تغادريني حتي عاما اخر !
هي كذلك لا بل حياتهم كذلك متي عاشا معا كم عدد المقابلات التي قابلته فيها
بالله هي تستطيع ان تعدد عدد المرات التي رأت حسن فيها كم ضحكة خرجت معه كم دمعة سقطت لاجله .. وبسببه !
ايامهم التي قضوها معا تتعدي علي اصابع الايدي المصائب التي مروا بها لا يمكن ان تحصي
كل ما حدث لهم وكل ما عاشوه بسبب صدفة قدر مكتوب كل تلك المسميات التي تندرج تحت اسما اخر وهو مشيئة الله وارادته
تلك الصدفة التي جمعته بحاډث السيد عامر هي سبب لكل ما يحدث معهم الان
صدفة سيئة او لا ! فهي يتغير تصنيفها من شخصا لاخر
بالنسبة لعامة الشعب فتلك الصدفة انقذت بلدا من دمارا كان يتغلغل لهم بالبطئ بالنسبة لعائلتهم فهي صدفة اتي معها كل الدمار مبكرا ل الغاية
دمار يخصهم هم فقط به
الا احدا كانت الصدفة قدمها سعد عليه في تلك العائلة
ولم تكن تلك سوي .... صباح
. . .
طرقات علي باب المنزل بوقت الظهيرة اتجهت صفية لفتح الباب بخطواتها متوسطة السرعة فتحته وجدت امامها رضوي تنظر للارض بقليل من الحرج والخزي ومعها جنات
تنهدت وهي تشير لهم بالدخول مغمغمةاتفضلوا اتفضلوا
دخلوا فقالت وهي تتقدمهم نحو غرفة الصالوننورتونا والله
قالت جنات ببسمتها الجميلة وبيدها سكن ابنها اسربنورك ياخالتي صفية معلش جينا من غير معاد
استكانت علي مقعدا وكذلك فعلوا هم وردتدا كلام برضوا يابنتي انتوا تنورونا في اي وقت
نظرت لرضوي وقالت بهدوءاخبارك يارضوي
رفهت انظارها لها اخيرا قائلةالحمدلله
نظرت لارجاء المنزل وسألتها بحرجنوران فين
تفهمت لما تسألها وما سر زيارتها تنهدت وهي تقول بحزننايمة والله يارضوي هو وسمر قعدت طول الليل ټعيط وسمر بتحاول تهديها لحد ما عنيها احمرت من العياط وجالها صداع .. خوفنا عليها فنزل ابراهيم جبلها برشامة للصداع ومهدء باين
تألمت وهي تسمع حديثها ذلك وزاد عڈاب الضمير وراح يغمرها اكثر فأكثر
رضوي بحزنطيب يعني مش هتصحي دلوقتي
استعدت لتقف ناطقةهروح اصحيهالك هي نومها خفيف واعملكم حاجة تشربوها تشربوا اية عصير ولا شاي !
قالت جناتمفيش داعي والله ياخالتي...
قاطعتهاوالله ابدا بقي تدخلوا وتخرجوا كدا من غير حاجة ! عيب يابنتي
جناتخلاص خليها شاي
اؤمات بنعم وذهبت لتقوم بعمل الشاي وايقاظ نوران
__
غادر المحامي من مركز الشرطة وبقي مع حسن اخوته ومحمد سألهم بأهتمامامكم عاملة اية
همامكويسة ھتموت وتجيلك هي والبنات بس احنا مانعينهم
اؤما بنعم ناطقة بأستحسانايوة كدا احسن متخلهمش يدخلوا اقسام
تنهد بعدها وسأل متردداطيب ونوران
تبادل همام مع الرجال نظرات ذات معني ولم يرد احد فقال ساخرااية سابت البيت وقالت مقبلش اني ابقي مرات مسجون وخلوه يبعتلي ورقة طلاقي
علي بمزاح محاولا ان يلهيه عن الحقيقةاية افلام ابيض واسود دي يابني انت تتوقع نوران تعمل
كدا
اؤما بلا باسما بثقة وحب ورددلا طبعا
صمت واكمل بثقةدي بټموت فيا
محمد ضاحكاواثق في نفسك اوي
نظر له وساله بأهتماماخبار بنتك ام خدود ملبن اية والله ھموت واعضها
وضغط علي اسنانه بلذة وهو يستشعر ملمس خدودها بين اسنانه وهو يقضمها بقوة وهي تبكي
ضربه بخفة علي ذراعه قائلااهي شمس الوحيدة اللي فرحانة فيك ومش عيزاك تطلع
حسن بدرامةانا عارفها البنت دي ھتموت وتقتلني من يوم سبوعها عمري ما انسي نظرة عينها اللي بصتلي بيها وانا شايلها كانت نظرة اجرام وكره
تعالت ضحكاتهم بقوة وظنوا انهم انسوه سيرة نوران لكنه اظهر انه تناسي حتي يبلغوه بنفسهم ماذا حدث ..
فربما مريضة نائمة