الجمعة 27 ديسمبر 2024

غرام بقلم ولاء رفعت

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات

موقع أيام نيوز


تطمنيني عليكي
نظر إلي هاتفها ذو الطراز القديم وأخبرها مردفا
أول قبض ليا إن شاء الله هابعتلك موبايل و هايكون من إختيارك
سافر أنت بس بالسلامة و أنا هاتصرف و أكلمك
هتوحشيني
و أنت كمان
لاحظ تغيرها الطارئ و ظن أمر أخر
أنتي زعلانة أوي كدة عشان هسافر
أخفت توترها خلف ابتسامة زائفة
لاء مش زعلانة أنا أتفاجئت بس بموضوع سفرك و فرحانة جدا أديك هترتاح من شغلانة صبي الميكانيكي في الورشة

يعني أنا هاروح أشتغل مدير شركة هناك أنا هاشتغل حاجة من الأتنين يا نقاش يا هاغسل صحون في مطعم
مش مشكلة طالما بالحلال خلاص
صدح رنين هاتفها باسم شقيقتها انتفضت وهمت بالذهاب
غرام بترن عليا شكلها رجعت معلش أنا مضطرة أسيبك سلام
وركضت سريعا وكأن الاتصال جاء لها نجدة من الوقوف أمام عثمان والاستمرار معه في وعود ستنتهي قريبا 
و ها قد جاء أول يوم في العمل لها كانت تشعر بالفرح ويخفق قلبها من فرط السعادة أخيرا ستعمل في وظيفة مرموقة بدلا من التجول في القطار والتعرض للمضايقات من المارة ورجال الأمن في المحطات 
صباح الخير
ألتفت إلي صاحب الصوت وابتسمت
صباح النور يا مستر يوسف يارب أكون جيت في ميعادي مظبوط
نظر إلي ساعة يده
جاية بدري عشر دقايق عن ميعادك ده أنتي كدة هتبقي قدوة لزمايلك
ضحكت وقالت
هو بس عشان أول يوم
لاء خدي بالك أنا في الشغل أسألي عني جد جدا و بحب المواعيد المظبوطة
ما تقلقش حضرتك إن شاء الله هاجي علي طول في ميعادي
نهض من خلف مكتبه
تعالي معايا لما أعرفك بالبيج بوص رأفت بيه الشريف
ذهبت خلفه فوجدت أنها أمام غرفة مكتب صاحب هذا الصرح انبهرت بكل ما تري من حولها من رقي وشموخ من أثاث و ديكور 
تعالي يا يوسف كنت لسه هاكلمك عشان عايزك
نظر إلي سوزي وأشار لها
أتفضلي أنتي علي مكتبك
أمرك يا رأفت بيه
غادرت الغرفة فألتفت يوسف إلي والده
بابا أنا
أول حاجة بعتذرلك عن كلامي معاك
المرة اللي فاتت و  
خلاص يا يوسف مفيش داعي نقلب في اللي فات كونك أنك تنقذ الشركة من خسارة كبيرة
ده كفيل يمحيلك أي أخطاء و يخليني أسامحك نور أخوك حكالي علي كل حاجة و عرفت أنكم عينتم البنت اللي اسمها غرام هنا في الشركة
ابتسم لأن والده اختصر عليه شوط كبير من الحديث
هي واقفة برة و كنت جايبها عشان حضرتك تشوفها و تتكلم معاها بما أنها بقت موظفة في الشركة
حدق إليه والده بنظرة غامضة
و ياريت تحط في دماغك إنها مجرد موظفة في الشركة
أدرك رسالة والده الخفية من حديثه هذا نهض ليخبر غرام بأن تدخل ولجت تتلفت من حولها تشعر بالرهبة و الخۏف لاسيما عندما وقعت عينيها علي رأفت الشريف شملها بنظرة سريعة فهذا الرجل ذو هيبة و وضع يجعل الجميع ينحنوا إليه احتراما له 
نظرت إلي أسفل بخجل
السلام عليكم يا رأفت بيه
و عليكم السلام أتفضلي يا غرام
جلست ونظرت إلي يوسف الذي كان يبتسم إليها ثم انتبهت إلي والده
أنا يوسف حكالي علي كل حاجة و قالي قد إيه أنك مجتهدة في
شغلك و شاطرة و بما أنك بقيتي مننا هنا عايز أشوف شطارتك في الشغل في الشغل و بس
وصلت إليها الرسالة أيضا علمت إنه يحذرها من الاقتراب من نجله هزت رأسها بنعم
بإذن الله يا رأفت بيه
دلوقتي تقدروا تفضلوا علي مكتابكم
نهض كليهما وتشعر برجفة في يديها ذهبت سريعا إلي غرفة المكتب الخاص بها دون أن تلتفت إلي يوسف و ما أن خطت قدمها داخل الغرفة أغلقت الباب و تلتقط أنفاسها تشعر بغصة وكأنها ارتكبت ذنبا لما يحذرها هذا الرجل من أمر تعرف حدها نحوه جيدا لتدرك أن الحياة ليست وردية هنا و عليها أن لا تفكر بشيء سوي العمل فقط حتي لا تخسر مصدر رزق وفير لأسرتها 
الساعة الحادية عشر ليلا تريد الذهاب حتي لا تتأخر عن موعد عملها الجديد ترتدي ثوب ڤاضح أسفل العباءة السوداء ظنا منها هذا ما سترتديه في الاستعراض الذي ستقدمه خلف المغني كما أخبرها عوني القرني 
ألقت نظرة علي والدها الذي يغط في النوم و اطمئنت لأنه لا يستيقظ سوي في اليوم التالي ظهرا ستكون قد عادت 
غادرت منزلها وبخطوات أشبه بالركض اتجهت إلي خارج الحارة لا تري الذي يلحق بها منذ أن رآها وهي تتسلل من باب البناء 
استقلت سيارة أجرة ففعل مثلها وقال للسائق
أطلع ورا التاكسي ده ياسطا
و بعد قطع مسافة كبيرة توقفت السيارة التي هي بداخلها وبعد أن اعطت للسائق الأجرة
وجدت الحارس في استقبالها بحفاوة
يا مرحب يا مرحب بالنجمة الجديدة
رمقته من أعلي إلي أسفل
يا سم
ولجت داخل المصعد و بعد ثواني وصلت أمام باب المكتب فتحت فتاة أخرى غير التي كانت موجودة بالأمس
أنتي سماح
أومأت لها الأخرى
اه أومال فين عوني بيه
تعالي أتفضلي أستريحي و استنيه عنده ضيوف وهيمشوا بعد عشر دقايق تحبي تشربي حاجة
هزت رأسها فهي تشعر بالعطش الشديد
اه ياريت عايزة أشرب ميه
دقيقة و راجعالك
ذهبت الفتاة ذات المظهر الغريب لكن سماح لم تهتم كالعادة فالمال و الشهرة لديها هما الأهم
عادت
الفتاة تحمل صينية يعلوها كوب من العصير و آخر ماء
اتفضلي
شكرا
تناولت كوب الماء ارتشفت القليل ثم أخذت العصير تشربه علي دفعة واحدة وكأنها تشعر بالحيوية بعد التوتر والقلق 
في الأسفل يصيح عاطف في الحارس
بقولك أنا عايز أعرف اللي طلعت دلوقتي دي في أنهي دور
و أنا بقولك معرفش و ماشوفتش حد طلع هنا يلا أتكل علي الله بدل ما أندهالك الرجالة يطلعوك بمعرفتهم
طيب إيه رأيك أنا مش ماشي من هنا غير لما أعرف هي فين و طلعت لمين
حدق نحوه الحارس بوعيد
بقي كدة ماشي أنت اللي جيبته لنفسك
وفي الأعلى بدأت تشعر بالخدر في أطرافها و عدم اتزان أصبحت الرؤية مشوشة لديها و كانت عيون الفتاة ذات المظهر المريب تراقبها اقتربت منها وحاولت مساعدتها في النهوض
قومي معايا الضيوف مشيوا
وقفت بصعوبة واستندت علي ساعد الفتاة وسارت بخطى متعثرة
أنا مالي بيحصل فيا إيه
تفوهت بصعوبة و كأن الخدر اصاب لسانها أيضا
أجابت الفتاة
معلش هو تأثير كدة بيخليكي ما بين النوم والصحيان و تحسي أطرافك كلها كأنها مشلۏلة
ولجت داخل غرفة ذات مساحة كبيرة و إضاءة أزعجت عينيها رجل يجلس خلف جهاز عرض صغير يذكرها بمشاهد المخرج الجالس خلف الشاشة يراقب المشهد كما هناك وراء كل كاميرا رجل كل منهم ذو جسد طويل وعريض وكأنهم يعملون في الحراسة 
تركتها و ذهبت إلي غرفة قريبة لتخبر هذا الشيطان البدين وجدته يتحدث في الهاتف
أوعي تخليه يطلع أنا هابعتلك الرجالة يخلوه يحرم يمشي من قدام البرج تاني
أنهي المكالمة ورأي الفتاة تخبره
النجمة جاهزة يا بوص
ابتسامة شيطانية علي محياه يتبعها أمرا
بلغي سام وقوليله النجمة جاهزة وخليهم يبدأوا تصوير
أمرك يا بوص
وبعد أن نفذت أوامر رب عملهم المشين خرج من الغرفة المجاورة لغرفة التصوير شاب خلف الشاشة
1 2 3 go
تسمع أصواتهم و تري هذا الضوء المزعج و المسلط عليها تريد أن تتحرك
لكن غير قادرة علي 
سماح
الفصل الحادي عشر
تولت اليوم الوظيفة الجديدة أصبحت المساعدة الخاصة بيوسف وهذا بعد أن أشاد بها إلي والده بأنها من ساعدته علي معرفة المصنع المحتال الذي يقلد منتجاتهم ويغرق السوق بها بثمن بخس فذلك أدى إلي خسارة فادحة إليهم 
ده فيديو فيه شرح بالصوت والصورة عن كل المهام اللي هاتطلب منك و لو فيه أي حاجة أبقي أسأليني أنا رايح علي مكتبي دلوقت و في البريك نتقابل 
كان قول يوسف وقابلته غرام بإيماءة يصاحبها ابتسامة امتنان 
شكرا أوي يا مستر يوسف بجد بجد مش عارفة من غيرك كان ممكن أعمل إيه
العفو يا غرام و بجد بجد لو قولتي مستر يوسف دي تاني مش هارد عليكي
ضحكت وليتها ما فعلت ذلك ملامحها تتسم بالبساطة وليست صاړخة الجمال كالفتيات التي تركض خلفه أينما رأته لكنه يرى في غرام ما هو ليس في بقية الفتيات جمالا ينبع من داخلها يطغى علي ملامحها فيجعلها ساحرة لمن يتحدث معها تولج إلي القلب سريعا دون استئذان 
عارفة إن ضحكتك حلوة أوي 
إطراء بل كلمات عصفت بداخلها ابتلعت لعابها بخجل رسمت الجدية علي ملامح وجهها 
أوك يا مستر يوسف هاشوف و هاطبق الشرح و هابقي أبلغ حضرتك
رفع يده وأخذ يعد بأصابعه
مستر يوسف أدي مرة و حضرتك أدى مرتين طب والله ما أنا رادد 
اثار حديثه بأسلوب فكاهي ضحكتها مرة أخرى نهض قائلا
مش هارد و لا هاعاكس برضو 
ذهب إلي مكتبه و كان من هناك ينتظر خروجه ليذهب هو إليها طرق الباب حتي جاء صوتها إليه
أتفضل
فتح الباب و ولج إلي الداخل نهضت وتحاول استرجاع ذاكرتها عن هويته
خير مين حضرتك
ابتسم إليها و مد يده للمصافحة
أنا مستر رامي و تقدري تقوليلي يا رامي من غير ألقاب مسئول عن قسم ال IT في الشركة وصاحب يوسف ونور ويوسف أكتر
رددت في عقلها
و ده كمان جاي يقولي مفيش ألقاب هو إيه الحكاية أنا جاية أشتغل و لا أتشقط!
أهلا وسهلا بحضرتك يا مستر رامي
ظلت يده في الهواء دون مصافحة أعادها جانبه بحرج 
علي فكرة أنا مش جاي أضايقك أنا برحب بيكي كموظفة جديدة عندنا أصلنا كلنا هنا أسرة واحدة
تمام يا مستر رامي أنا اسمي غرام وبشتغل سكرتيرة مستر يوسف و شغلي بيقتصر علي طلبات قسم التسويق وبس 
تفهم رفضها الجلي للتعارف وتبادل الأحاديث بينهما فزاد إصراره علي لكن في وقت لاحق ليس الآن حتي لا تنفر منه 
تمام يا آنسة غرام عن إذنك 
ذهب ولم ينتبه إلي يوسف الذي خرج للتو من غرفة مكتبه ليراه يغادر من غرفة غرام داهمه الشعور بالانزعاج كثيرا اقتحم مكتب الأخر دون استئذان
رامي أسلوب الشقط الرخيص اللي بتعمله مع أي بنت بتعجبك ده تنساه خالص هنا إلا و أقسم بالله ما هخليك تعتب باب الشركة ده نهائي
أوقفه رامي مدافعا عن نفسه
تعالي هنا فهمني شقط و زفت إيه اللي بتكلمني عليه! هي لحقت السكرتيرة تبلغك واضح بدأت تشوف شغلها كويس
أنا لسه شايفك بعينيا وأنت خارج من المكتب عندها طبعا داخل بترحب بيها علي طريقتك
وقف أمامه بتحدي
اه كنت برحب بيها بس بأدب وبإحترام فيها حاجة يعني! و لا رأفت بيه مانع الموظفين يتعرفوا علي بعض! 
زفر يوسف بنفاذ صبر رفع سبابته كإشارة تحذيرية 
لأخر مرة بحذرك يا رامي ملكش دعوة سواء بيها أو بغيرها هنا في الشركة و لسه علي ټهديدي 
غادر في الحال تاركا دماء الأخر تفور كماء المرجل يتمتم بوعيد وحقد دفين
واضح من كلامك إنها مش مجرد سكرتيرة وبس لما نشوف يا يوسف مين فينا اللي هيفوز بيها الأول
تتقلب علي فراشها وكأنها ترقد علي جمر من الڼار تبكي بحسرة علي ما حدث لها في
 

15  16  17 

انت في الصفحة 16 من 25 صفحات