تقدم هاشم نحوها
انت في الصفحة 1 من 105 صفحات
نزيلة المصحة
البارت الاول ١
استيقظ من نومه العميق على صوت ذلك المزعج الصغير تنهد بملل فكم يكره صوته وضوضائه في اكتر الاوقات راحة والتي لا يحلو النوم الا فيها
الا وهي ساعات الصباح الاولى.. مد يده وهو لا يزال مغمض العينين لكي يضربه علي راسه تلك الضړبه التي يخرس بعدها ولا ينطق مرة اخري ويعم الهدوء
نهض بتثاقل واخذ نظارته ارتداها وذهب الي الحمام فتحمم سريعا ودخل المطبخ وعلي الفور توجه الي كنكة القهوه لكي يعد له كوبا من القهوة يستهل به يومه كالمعتاد..
وضعها علي جانب الموقد والتف لاحضار مسحوق القهوة وماان امسك الاناء الخاص به حتي صدم من مدي خفته وضړب مقدمة رأسه بباطن يده وهو يتذكر انه انهي آخر مابه في صنع كوبه الاخير بالامس
وهاهو نسي مجددا ان يحضر طعاما او قليل من المؤن ليضعها في ثلاجته للاستعمال لاحقا فلعڼ نسيانه المستمر لامور لايعرف اهميتها الا وقت الحاجه ولملم اذيال خيبة امله وذهب الي غرفته فلبس ملابسه واخذ حقيبة يده ونزل مسرعا استقل سيارته الصغيرة المتواضعه واخذ طريقه المعتاد لعمله
ولا شيئ فالعالم عنده يهم مقابل كوب قهوتة الصباحي الذي يعادل عنده الدنيا ومن عليها..
ولكن على من تنطلي هذه الحيل وهو له مقدار قد كيل في نفس مديرة من التوبيخ ولابد ان يوفي له الكيل.
وبمجرد دخوله ورؤية المدير له انسابت عبارات المدير اليوميه اللاذعه للطبيب حمزة قائلا
نص ساعه تأخير النهارده برضو يابيه ياحمزه مش ممكن كده انت هتضطرني بتأخيرك واهمالك لمواعيد شغلك اني اتصرف معاك تصرف مش هيعجبك بالمره.. يابني دانا مدير المستشفي وبوصل قبلك يبني يادكتور انا هضطر آسفا اني اخصملك اليوم اللي هتتأخر فيه عن ميعادك.
وها هو حمزه يستقبل كلام مديره وتهديداته الكاذبه قالبا عينيه بملل
ثم قرب كوب القهوه من انفه فأشتمه ونجحت رائحتها ان تأخذه بعيدا عن الدنيا ومافيها فأبتسم براحة وأغمض عينيه الي ان انتهي مديرة من افراغ مابجعبته من توبيخ وصمت اخيرا
ففتح حمزه عينية و تقدم الي الدفتر الذي امامه علي مكتب المدير فمضي حضور وانصرف على الفور بمجرد ان اخذ التوجيهات اليوميه ورقم الغرفه التي يقطن بها مريض جديد كلف بدراسة حالته والشروع في علاجه مع توصية خاصه من المدير بالحالة على غير عادته
انصرف حمزه بصمت غير مبال لنظرات مديره الڼارية والتي رافقته الي ان تواري من امام عيناه
وما ان ابتعد قليلا حتي توقف عن المشي ليرتشف اولى رشفاته من معشوقته ليرتوي عقله ويرقص قلبه طربا وتنتعش روحه فأغمض عينيه وأبتسم بأنتشاء يعادل نشوة النصر بعد حرب ضاريه من اجل الدفاع عن الوطن.
اكمل السير بعدها مارا بطرقاته المعتادة في مشفاه وبيته الثاني كما يعتبره
باحثا عن رقم الغرفه التي تقطن فيها حالته الجديده وهو يستعد لمواجهة نوبة من الجنون قد تكون متعبة حد الانهاك من مريض في اشد نوباته هياجا مثل ثور غاضب.
اما في مكتب المدير فبمجرد ان اختفي حمزه عن ناظريه تبسم برضى وهو يهمس لنفسه بصوت مسموع
اخ منك